رئيس التحرير
عصام كامل

6 إبريل تعادي الشعب!


الإنسان مواقف.. وهذه المواقف تميز إنسانًا عن آخر.. وعندما يتخذ إنسان موقفا لا يقبله جموع الشعب لا يمكن أن يكون ثوريا.. فالثورى لا يثور من أجل نفسه أو جماعته أو حركته أو حتى نفسه وإنما يثور من أجل جموع الشعب.. ومواقف حركة ٦ إبريل منذ فبراير ٢٠١١ أخذت  منحنى معاديا للشعب بهذا المعنى.


ففي الوقت الذي كان الشعب فيه يزهو بقواته المسلحة التي انحازت إلى جانبه وتخلت عن ابنها وقائدها الأعلى الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ويردد الناس في الميادين الجيش والشعب إيد واحدة، فإن حركة ٦ إبريل انطلقت تنفذ ما خطط له الإخوان لتشويه المؤسسة العسكرية وتروج للشعار الذي صكه الإخوان، وهو شعار يسقط حكم العسكر.. وانخرطت بعدها حركة ٦ إبريل في فعاليات وأنشطة تعادى وتهاجم القوات المسلحة وتنال منها وتسيء إليها، والمطالبة بإبعادها عن إدارة شئون البلاد في المرحلة الانتقالية مع التبكير بإجراء انتخابات رئاسية بعد أن أخفقت محاولات تشكيل مجلس رئاسى يهيمن عليه د. البرادعى.

عندما حان وقت اختيار رئيس للجمهورية انحازت ٦ إبريل بوضوح إلى المرشح الإخوانى وشاركت مع عناصر سياسية أخرى في تعميد محمد مرسي رئيسًا قبل أن يقول الناخبون آراءهم ويحددوا مواقفهم.. وتجاهلت ٦ إبريل التي تتباهى بدفاعها عن الديمقراطية التزوير الفج الذي حدث في الانتخابات.

واذا كانت حركة ٦ إبريل قد اضطرت لأن تجارى المعارضة في رفضها الإعلان الدستورى لمرسي في نوفمبر ٢٠١١ فإنها لم تستطع أن تكتم انحيازها الإستراتيجى للإخوان في مواقف عديدة لأنها ضبطت بوصلتها تجاه واشنطن، وحرصت على أن تنسجم مواقفها مع السياسة الأمريكية التي كانت تدافع عن حكم الإخوان وما زالت حريصة على أن يشاركوا في العملية السياسية المصرية ولذلك تجاوز ٣٠ يونيو حركة ٦ إبريل، خاصة أن رئيسها السابق أحمد ماهر ظل حتى عصر الثالث من يوليو - كما قال في فضائية دريم - يراهن على ضغوط أمريكا في منع عزل مرسي، لأن الأمريكان لم يتخلوا تمامًا عن الإخوان ولأنهم لا يريدون السيسى رئيسًا لمصر، ونشطت ٦ إبريل مرة أخرى لإعادة الإخوان للساحة السياسية.
الجريدة الرسمية