الضرب في الببلاوي... حرام..!!
لمن أكن متفائلا بتولي الدكتور حازم الببلاوي رئاسة الحكومة بعد الثورة الشعبية التي حدثت في 30 يونيو ولكني مثل كثيرين غيري استسلمنا للأمر الواقع لأننا كنا جميعا وقتها لا نفكر سوى في الاحتفال برحيل أسوأ نظام مر على مصر رغم أنه لم يحكم سوى عام واحد فقط... عدم تفاؤلي بالببلاوي كان نابعا بالأساس في أنه أحد "عواجيز العصر" – أطال الله في عمره – رغم قناعتي التامة بعبقريته الاقتصادية.
عامل السن كان جزءا أساسيا في تقييمي لهذا الراجل الاقتصادي البارع خاصة أنني كنت على يقين تام بأن الفترة التي تلى 30 يونيو تحتاج إلى رجل ذي مواصفات خاصة جدا أهمها وأولها من وجهه نظري هو العمل ليل نهار والسفر هنا وهناك والذهاب إلى جميع المحافظات والاجتماع بشكل متواصل مع الوزراء والمحافظين والمسئولين وكل المهتمين سعيا وراء التغلب على الصعوبات التي ستواجه البلد من الجماعة المحظورة التي ما زالت وستستمر في بيع الغالي بثمن بخس من أجل إفشال الدولة وكل ما فيها من مؤسسات.
مرت الأيام ووصلنا إلى ما وصلنا إليه من فشل منقطع النظير لرئيس الوزراء وعدد كبير من وزراء هذه الحكومة ووصل الهجوم خلال الأيام الأخيرة الى حد تعدي الخطوط الحمراء التي هي أصلا غير موجودة في مصر.. ورغم أنني ( قرفان آخر قرف ) من هذا الببلاوي وحكومته بسبب الارتعاش والارتجال في أغلب القرارات إلا أنني لست من المؤيدين لرحيل الببلاوي أو استمرار الضرب فيه من كل الاتجاهات خاصة خلال هذه الفترة.. فالوقت لا يسمح بأي تغيير.. فالتغيير سيؤدي إلى مزيد من الارتباك خاصة أن الجماعة المحظورة بدأت تخطط لتعطيل خارطة الطريق بأي شكل وبأي ثمن لكي يظهر المشهد العام أمام العالم الخارجي أن ما حدث هو انقلاب مثلما يقولون في صباحهم ومسائهم وأحلامهم.
أتفهم جيدا الرأي القائل بأن الببلاوي يزيد من الغضب والهجوم عليه كلما تحدث في أي موضوع.. وأدرك تماما أن الأوضاع في البلد لا تحتمل أي أخطاء جديدة في ظل هذا المشهد المرتبك بشكل يومي لكن في نفس الوقت لابد أن نتعقل ونبحث عن أفضل المساوئ والتي تتلخص من وجهه نظري في تحمل ما لا يمكن تحمله بعصر كل أشجار الليمون من أجل عبور الشهرين المقبلين بسلام.. فهما الأخطر والأصعب على اعتبار أن اقرار الدستور الجديد هو الخطوة الأولى التي تضع البلد الى حد ما على طريق الاستقرار المأمول وهو الاستقرار الذي لا يتمناه وسيحاول تعطيله كل من ينتمى للجماعة المحظورة والجماعات الإرهابية.
إذن المقارنة بين رحيل واستمرار الببلاوي تميل بكل تأكيد إلى رحيله مع بقاء مجموعة الوزراء التي نراها في الشارع ليل نهار.. لكن هل التوقيت مناسب؟ ومن سيكون البديل؟ وماذا يمكن أن يفعل هذا البديل خلال هذه الفترة القصيرة؟ ... أعتقد أن الاجابة عن كل هذه الأسئلة تجعلني أقول: "الضرب في الببلاوي حرام خلال هذه الفترة.. خلينا مستحملين شويتين.. فهذا التحمل شر لابد منه"..
Gebaly266@yahoo.com