الحراك الجنوبي اليمني: لن ننسحب من الحوار
تأزمت الأوضاع السياسية بين رفقاء الكفاح في جنوب اليمن بعد اختلافهم على المشاركة من عدمه في الحوار الوطنى الشامل.
وقد أعلنت الهيئة السياسية لما بات يعرف باسم "الحراك الجنوبي السلمي" المشارك في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، اليوم الخميس، أن مكون الحراك لم ولن ينسحب من مؤتمر الحوار، داعية من قرروا الانسحاب إلى استشعار مسئوليتهم الوطنية والسياسية والعودة للمشاركة في المؤتمر.
وقالت الهيئة في بيان سياسي: "لم ولن ننسحب من مؤتمر الحوار الوطني مهما بلغت التضحيات وحتى لا نترك قضية الجنوب لرغبات شخص أو مجموعة أشخاص أرادوا أن تتحول هذه القضية إلى مجرد ورقة للاستثمار وتحقيق مكاسب شخصية غير أبهين بتحقيق أهدافها".
وأضاف البيان: "أننا وانطلاقا من مسئوليتنا التاريخية نؤكد أننا لم ولن نتنازل أو نتخلى عن آمال وطموحات أبناء الجنوب".
وأشارت الهئية في البيان إلى ما حدث ويحدث من محاولات لتشويه قضية الجنوب، وآخرها ما وصفته بمسرحية هزلية يوم أمس من خلال عملية استعراض للانسحاب أضرت بالقضية الجنوبية العادلة.
وعبرت الهيئة عن احترامها لقرار من انسحبوا من المؤتمر "كحق شخصي"، متمنية أن ينتصر "حسهم السياسي وذكاؤهم في مراجعة مواقفهم بما يخدم القضية الجنوبية".
من جهته، قال الدكتور ياسين مكاوي رئيس الهيئة السياسية لمكون الحراك الجنوبي السلمي، إن مؤتمر الحوار الوطني يعتبر الفرصة الوحيدة لحل القضية الجنوبية، لافتا النظر إلى أن فشل المؤتمر سيشكل خسارة كبرى للجنوبيين، مؤكدا الاستمرار في الحوار باتجاهين، الأول المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، والثاني التواصل مع المنسحبين لإقناعهم بالعودة للمشاركة في المؤتمر.
وحول ما إذا كان سيتم التوقيع والقبول بمشروع دولة جديدة قائمة على خمسة اقاليم، أوضح الدكتور ياسين مكاوي "هذا الأمر مجاف للحقيقة ولا أحد يمتلك مثل هذا الحق والتوقيع على دولة متعددة الأقاليم إلا من خلال التوافق".
وأكد مكاوي أن الهيئة السياسية لمكون الحراك الجنوبي السلمية تمتلك الأغلبية المريحة بأكثر من 50 عضوا وستشارك في مؤتمر الحوار الوطني ولن تألو جهدا في التواصل مع الآخرين وإقناعهم بالمشاركة للوصول إلى العدد الكامل لممثلي المكون في الحوار.
يشار إلى أن الحراك الجنوبى كان قد أعلن أمس الأربعاء انسحابه من مؤتمر الحوار الوطني بشكل نهائي حيث أكد ذلك القيادى الجنوبي محمد على أحمد رئيس مؤتمر شعب الجنوب الذي يرأس فريق القضية الجنوبية بمؤتمر الحوار، الانسحاب من مؤتمر الحوار وذلك في مؤتمر صحفي عقده بصنعاء اليوم.
واتهم القيادى الجنوبي محمد على أحمد، قوى صنعاء النافذة بمحاولة السيطرة على الحوار ومخرجاته، والالتفاف على لجنة الستة عشر "8+ 8"، واتهم الأمانة العامة لمؤتمر الحوار بتحريض ممثلي الحراك على الانشقاق، لافتا إلى أن الضمانات والوعود التي قدمتها الدول الراعية لمكون الحراك الجنوبى لم تكن حاضرة على المستوى المطلوب.
كما تطرق القيادى الجنوبي إلى ضعف الأمن في صنعاء وإصرار الحراك على نقل فريق التفاوض خارج صنعاء، وأكد أن الحراك لن يعود إلى الحوار إلا في ظل تفاوض بين دولتين (شمال وجنوب).. ووصف مؤتمر الحوار بأنه مؤامرة تاريخية على القضية الجنوبية.
