مصر تعانى أزمة ربوية
إن ما يحدث فى مصر هو تماماً كما يحدث لمريض الربو الشعبى عندما يعانى الجو المعبأ بالأتربة والروائح الكريهة فتنقبض شُعَيِباته الهوائية وتنسد إلى أن يضيق التنفس وترتفع درجة حرارة الجسم كله ويفقد المريض الرغبة فى الغذاء ويجف لعابة ولكن لا ترويه المياه بل يكون غير قادر على استساغتها ويزداد المريض اكتئابا وتقل حركته وتظهر عليه كل علمات الشيخوخة رغم صغر سن المريض أحياناً.
قد تكلمت فى مقالة سابقة عن الحركات الخائنة العميلة والتى استُخدمت لإثارة غبار الفتن فى أجواء مصر فى أوقات تكون مصر فيها فى أشد الحاجة للتماسك وتوحيد الصفوف فتظهر الوجوه الكالحة التى لا تخجل من رائحتها العفنة التى تعكر هواء مصر .
والمشكلة ليست فى هؤلاء الذين جُندوا من قبل دول أجنبية معروفة ولكن أن يسعى شباب غيرهم ويعتبرهم مثل عليا ويريدون أن يحزوا حزوهم فى أن يصبحوا هم الآخرين عملاء ويركبون السيارات الفارهة ويظهرون فى الفضائيات وكأنهم نجوم مجتمع بعد أن كانوا يفترشون الأرصفة بلا مأوى تلك هى الكارثة العظمى.
فقد قابلت أشخاصا كانوا يتقربون إلى حتى أساعدهم فى البحث عن وظيفة أى وظيفة وفجأ وبلا أى مقدمات تصعقنى هول المفاجأة عندما أجد نفس الشخص ينظم مؤتمرا كبيرا فى فندق ذات الخمس نجوم ويدعو ما يدعو من رجال سياسة ويدعو الفضائيات التى تأتى لتصوير الحدث المهم والذى يظهر للجميع أن المؤتمر لم يكن إلا لتلميع هذا الشخص لاستخدامه فى مهام معينة بعد ذلك .
والكل إما نجوم أو كمبارس يحلمون بالنجومية حتى لو على حساب الوطن والكل يطلقون على أنفسهم النشطاء السياسيين، وفى الحقيقة هو أجهل بالسياسة مما تتصور، ربما لصغر سنهم أو لثقافتهم المحدودة وهم ليسوا نشطاء إلا لأنهم لا يملكون عملاً معيناً فى أغلب الأحوال.
ومشايخ السياسة يحاولون تقريب وجهات النظر المتنافرة التى مجرد تقاربها تتنافر عن بعضها وتقسم الشعب فى كل مرة إلى أقسام متنافرة غير أنهم خائفون مرتعشون يريدون الكراسى بلا مشاكل، ونحن فى وقت المحب لوطنه حقاً يجب أن يكون فدائياً لأن أعداء الوطن يسكنون معك ويشاركونك رئتك التنفسية بل الهواء الخارج والداخل منها يريدون موت الوطن .
فأنا على المستوى الشخصى لا أمامنع فى قانون التظاهر الجديد ولكن هذا القانون لا يعجب بالطبع من كانت مهنته هى صنع الفوضى ومن تدرب على صنعها فى مصر، كيف سيعيش بدون هذه الفوضى التى تعود عليه بالمال اليسير بلا مجهود كأنك تستشير تجار المخدرات فى قانون عقوبة الإعدام لجلب المخدرات .
يا سادة لابد من الحزم، والحزم الشديد، مصر أصبحت عشوائية فوضاوية الكل يفعل ما يحلو له بلا أى ضوابط.. نحن نريد رجالا كالأسود لا تهاب الموت يعينوا كوزراء وأسد أكثر شراسة وحكمة كرئيس وزراء حتى يمكننا أن نحلم بملك الأسود ليصبح رئيس الجمهورية .
مصر تتصبب عرقاً وتجرى بكل ما أوتت من وقوة وفى ظل كل المعوقات والقيود المرضية والخونة والعملاء الذين أتقيأ بمجرد محاولة ذكر أسمائهم، وشعاراتهم التى إن دلت على شىء فإنما تدل على حقد دفين فى قلوبهم تجاه الوطن.. ولكن هل ستظل مصر تعانى تلك الأزمة الربوية الشديدة ألا يوجد طبيب ولديه العلاج أم ترفض مصر أخذ علاجها أم هناك من يريدها أن تظل مريضة إلى الأبد؟!
نعم هناك أمل وهناك شرفاء يحبون الوطن ويضحون من أجله، ولكن لأنهم يعملون بحق ويضحون من أجل الوطن ويخافون الله فنحن لا نراهم ولكن الله يراهم ويرعاهم.
لك الله يامصر لك الله يامصر.