رئيس التحرير
عصام كامل

كيف ينجو السيسي إذن من المؤامرة!


في منتصف ليل 4 ديسمبر المقبل ستغلق مجلة "تايم" الأمريكية باب التصويت علي رجل العام كما يراه الناس.. المصريون والعرب يصوتون للفريق السيسي الذي يتقدم في المنافسة بنسبة 56% حتي اللحظة.. هذا خبر جيد.. الخبر السيء أن منافسه هو رجب طيب أردوغان!!


بالأمس وعند مناقشة ما جري عند مجلس الشوري قلنا إننا سنكمل اليوم الحديث عن كيفية نجاة الفريق السيسي من مؤامرات تجري هناك وتجري هنا.. أو تجري هنا وهناك.. أو حتي كيف ينجو بأمان الله من حماقة أو غباء أو تسرع أو تعجل أو اندفاع البعض ممن نحتسبهم علي الإدارة المصرية الحالية أو حتي من محبي السيسي أنفسهم.. وبالطبع نقول ذلك ليس وقوفا عند شخص السيسي.. الذي نراه علي هذا المستوي شخصا طيبا شجاعا نقيا وطنيا مخلصا مثقفا.. وإنما نفعل ذلك في الأصل لأن السيسي هو رمز ما جري مع الإخوان.. وضد الإخوان.. ومع حلفاء الإخوان.. هنا وهناك.. في مصر وخارجها.. وهو رمز 30 يونيو المستهدف حرقه وإحراجه وتشويهه.. كما أنه أيضا قائد جيشنا العظيم مع رفاق وقادة كبار لهم معه ومثله كل التحية!

ضربة البداية في ذلك زحف هائل لا مثيل له للتصويت لصالحه.. ليس فقط لإنجاحه وإنما لإبعاد الفارق بينه وبين رجب إلي هوة سحيقة.. إلي فارق اسطوري.. إلي فارق مخجل للأستاذ رجب.. وثاني الإجراءات: الاستفادة من طريقة الإخوان أنفسهم.. وهو عدم ترك شائعة واحدة علي الرجل إلا الرد عليها وتفنيدها وإحراج صاحبها.. وإظهار كذبه وإفكه وبطلان ما يقوله.. والشائعات ضد الرجل سخيفة وكثيرة ولا تهتم باتهامات بالنفاق وعبادة البيادة.. فأنت لا تعرف السيسي ولا يعرفك.. ولا مصلحة مباشرة بينكما.. إنما يريدون التأثير عليك لا أكثر.. وبعضهم مرضي نفسانيون يشعرون بالغيرة من أي إجماع أو أي شبه إجماع علي شخصية ما.. ومنهم من يقدم مصالح خاصة علي مصالح الوطن دون أدني تقدير للظرف الحالي.. فلا تعيرهم أي اهتمام..

وثالث الإجراءات: وهو إن كنا سنواجه كل ما نراه أمامنا هنا فلا داع لاستجلاب الشائعات من مواقع أخري مجهولة إلي داخل صفحاتكم علي الـ"فيس بوك وتويتر".. هاجمها هناك وواجه أصحابها دون الترويج لها.. وخامس النصائح: قم بنشر كل صور أو لوحات أو عبارات تدعم جيشك وجيش بلادك أو ما تيسر منها..لا تقف منها موقف المتفرج.. وسادسها: أوقف نيران الفتنة علي قدر المستطاع بين القوي الوطنية وداخل التيار الواحد وحاول حصرها ضد الإرهاب وحلفائه.. وسابعها: تأكد أن أي دعم لفكرة فشل المرحلة الحالية هو دعم مؤكد لخطة الإخوان وسعيهم نحو إفشالها بالفعل أو إقناع الناس بذلك..

الآن نتكلم في الجد.. دخلت المباراة مع أمريكا منحنى "عض الأصابع".. العلاقات مع روسيا تربكهم جدا.. ضياع مصر من الولايات المتحدة بعد سنوات طويلة من العلاقات الخاصة يدفعها للجنون.. والحماقة.. ومصر لا تعيد علاقاتها وبقوة مع روسيا فقط.. وإنما تخوض حربا كبيرة ضد رجال أمريكا وعيالها ومنظماتها بعد ثلاثين عاما تقريبا من تربيتهم ومساعدتهم ودعمهم.. وهؤلاء عندهم مصالح وأكل عيش وارتباطات وملفات قد تدفع إلي أي سلوك.. ولذلك كانت الإشارة اليوم إلي حكومة المنفي.. الإشارات كانت قبل أيام وكل يوم يضيفون للصورة تفاصيل جديدة.. ومنذ الأمس خسر الإخوان نقطة وكسبوا نقطة.. بإصرار الحكومة وبقوة علي تطبيق قانون التظاهر خسر الإخوان وسيبحثون عن طريقة للتعامل مع الواقع الجديد..

وكسب الإخوان نقطة بقدرتهم الآن على إقناع العالم بأنهم يمثلون غير الإخوان وليس الإخوان فقط.. وسوف يطعمون صفوفهم في القريب العاجل بشخصيات من خارج الجماعة.. اليسار الشيوعي الطائش عنده هذا النوع.. والليبراليون المزيفون تربية الغرب بينهم أيضا هذا النوع.. لتتحقق المقولة القديمة أن "أقصي اليمين مع أقصي اليسار يلتقون أحيانا"!
ويبدو أن للحديث بقية..
الجريدة الرسمية