رئيس التحرير
عصام كامل

د. كمال حبيب لــ"فيتو": السلفيون يكررون أخطاء الإخوان.. وفشلوا في بناء العلاقة بين السياسة والدعوة

فيتو

  • الداخلية وجدت في قانون التظاهرات فرصة للعودة إلى ممارساتها السابقة
  • لست مع ترشح السيسى للرئاسة.. ولا نريد دولة تحتكر التحدث باسم الشعب
  • الببلاوى يرأس حكومة نكسة وليست ثورة
  • أرفض حل الأحزاب الدينية.. والقضاء هو الفيصل في استمرارها من عدمه
  • لست متهمًا وقطعت علاقتى بتنظيم الجهاد

على خلاف المنتمين لتيار الإسلام السياسي، خاصة الجماعات الجهادية، يخرج الخبير في شئون الحركات الإسلامية والرئيس الأسبق لحزب السلام والتنمية الذراع السياسية لجماعة الجهاد، د. كمال حبيب، الجهادى السابق، من بوتقة الفكر الجهادى المتشدد ليسير بشكل متفرد في العمل الأكاديمى والسياسي، وبرغم انحيازه لجانب تيار الإسلام السياسي، فإن هذا الانتماء لم يمنعه من النقد اللاذع لخطايا الإخوان وجميع المنتمين للتيار الإسلامي السياسي، وقد أظهر خلال حواره لــــ "فيتو" أخطاء الإخوان والسلفيين والنشطاء السياسيين وكذلك الحكومة الحالية، والتي تصف نفسها بأنها حكومة الثورة واصفًا إياها بحكومة نكسة وليست ثورة.


- أنت متهم بانتمائك للجهاديين وتأسيس حزب إسلامي كذراع سياسية للجماعات الجهادية.. ما ردك؟
* هو ليس اتهامًا؛ لأننى بالفعل كنت قد أسست حزب "السلام والتنمية" وكان ذراعًا سياسية للجماعات الجهادية، لكننى تركته الآن وتخليت تمامًا عن أي علاقات تربطنى به أو بالجماعات؛ وكان السبب في ذلك هو اختلاف في وجهات النظر حول الأفكار والمبادئ والمعتقدات التي يسير عليها الحزب.

- هناك أزمة حقيقية في الشارع المصرى.. مَن هو المتسبب فيها ؟
* بالفعل هناك أزمة حقيقية في الشارع المصرى، خلفها نظام مبارك والإخوان وبعض النشطاء السياسيين، الذين يتلقون التمويلات الخارجية.. أضف إلى ذلك أداء الحكومة الحالية التي تلقب نفسها بحكومة الثورة، وهى حكومة نكسة، وكذلك بعض القوانين التي أدت إلى زيادة اشتعال الأزمة الحالية وعلى رأسها قانون التظاهر الذي خرج مؤخرًا من رحم الحكومة الحالية لتضييق الخناق على المجتمع بفئاته، والعنف المفرط الذي بدأت به الداخلية في تطبيقها قانون التظاهر الجديد.

- كيف ترى قانون التظاهر ؟
* لابد من عمل مراجعات مجتمعية له بشكل مقنن حتى لا تكون وزارة الداخلية هي المنفذ والحكم في نفس الوقت، وفى نفس الوقت العقوبات الضخمة هذه لابد أن تراجَع لأنها مشددة تؤدى إلى إحداث تصدع كبير في المجتمع وستزيد من حدة العنف.

- قلت إن نظام مبارك ونظام الإخوان وبعض النشطاء السياسيين هم سبب الأزمة الحالية.. لماذا؟
* لأن نظام مبارك كان مستبدًا طوال 30 عامًا ويتعامل بأساليب استبدادية متطرفة وكأن مصر كانت (عزبة) لهم، أما الإخوان فقد ظلوا يسعون إلى السلطة طوال حياتهم وبعدما وصلوا إليها فوجئوا، ولم ولن يستطيعوا إدارة الدولة وتسببت سياسة التخبط التي مارسوها في صنع حاجز بينهم وبين المصريين، وظنوا أنهم سيمكثون طويلا، وليس الإخوان فقط بل الحركات الإسلامية كلها سواء الإخوان أو السلفيين أو الجماعات الإسلامية، والتظاهرات التي يقومون بها الآن ما هى إلا محاولة لإحراز مكاسب، وبكل أسف هذا ما ضاعف من الأزمة، أما عن النشطاء السياسيين فمعظمهم يمتلك خلفيات سياسية ليست على صواب وينتمى إلى تنظيمات مشبوهة تتلقى تمويلات خارجية وأموالًا طائلة.

- لكن.. ما الحل؟
* الحل صعب جدًا لأن الإخوان يدركون أنه بإمكانهم الرجوع إلى ما قبل 30 يونيو من خلال المسيرات والتظاهرات وأعمال العنف، وفي المقابل السلطة تدرك تمامًا أنه ليس بإمكانها سوى المضي قدمًا في خارطة الطريق؛ لأن الحكومة الحالية هي حكومة تسير بلا رؤية واضحة أو أهداف معلنة وتفتقر للكفاءات والخبرات التي تؤهلها لقيادة المرحلة، ولابد من أن تتخلى الداخلية عن عنفها المفرط في فض التظاهرات وأن يتم عمل مراجعات مجتمعية لقانون التظاهر، إضافة إلى حوار وطني جاد ومصالحة وطنية ولابد أن تتجاوب التيارات الإسلامية وعلى رأسها الإخوان لهذا الحوار وأن يتخلوا عن العنف.

- لكن هناك دماء أريقت وشهداء سقطوا.. فمن يتحمل كل ذلك؟
* هناك قضاء وأحكام تتم ولابد أن يأخذ المتسبب فيها جزاءه، وأن يحدث قصاص عادل لكل من امتدت يده لإراقة دماء أو قتل نفس بشرية لكن الجلوس على مائدة حوار ومصالحة مرتبط ذلك بوجود محاكمات عادلة والقصاص العادل.

- إذًا.. أنت مع الإفراج عن المخلوع مبارك والمعزول مرسي؟
* شتان بين هذا وذاك، فنظام مبارك كان لا يطرح أي خيار في متناول الشعب سوى السير معه وظل يحكم بفساد لا يتخيله أحد، لكن مرسي جاء عن طريق انتخابات نزيهة وشرعية، ولو كانت هناك أدلة جنائية تثبت تورطه فأنا مع محاكمته محاكمة نزيهة.

- كيف ترى دور حزب النور الآن في المشهد المصرى؟
* حزب النور للأسف سار مع الإخوان في خط السياسة، انتقلوا من الدعوة إلى السياسة بشكل مفاجئ بمعنى أنهم انتقلوا من صفوف المعارضة إلى الحكم وأسسوا حزب النور ليكون ذراعًا سياسية لهم، لذلك لم ولن يستطيعوا بناء العلاقة بين السياسة والدعوة بشكل صحيح ودخولهم في السياسة أضرهم كثيرًا، هم يحاولون الآن تصحيح خطئهم، بمعنى أنهم الآن لا يريدون الاستئثار بالسلطة القائمة، وبالتالى فهم يحاربون من أجل حقهم كمعركتهم في الدستور من أجل الحصول على هوية له.

- لكن هناك مادة في الدستور الجديد تمنع وجود أحزاب على أساس دينى؟
* هذه قضية لها قانون يحكمها، بمعنى أنه سيعرض أمام القضاء، فإذا ما أقر القضاء أنه حزب دينى فليحظر، وإن كان غير ذلك فسيبقى على هويته وعلى الجميع الاعتراف به.

- إذًا.. حزب النور بذلك يأخذ مكان الإخوان في الوقت الحالى ؟
* هو بالطبع يريد أن يكون ممثلا للتيار الإسلامي ويملأ الفراغ الذي تركه الإخوان في المجتمع المصرى، لأنه لا يوجد أي تيار إسلامى غيره.

- هناك حالة اختلاف فكرى بين حزب النور والجماعات الإسلامية والإخوان رغم اتفاقهم في الأيديولوجية ؟
* نعم، هناك اختلاف دائم بين فصائل تيار الإسلام السياسي في بعض الأفكار المتعلقة بالمبادئ بالرغم من الاتفاق في الأيديولوجية فمثلا الجماعات الإسلامية كالسلفية والجهادية في خلاف دائم مع جماعة الإخوان؛ لأن الجماعة كانت قد وصلت إلى الحكم، واعتلت السلطة عن طريق الانتخابات وما تسمى الديمقراطية والجماعات والسلفية ينظرون إلى الديمقراطية على أساس أنها عقيدة يتبعها ويعتنقها ويسير عليها المجتمع العلماني وهو عبث فكرى.

- هناك اتفاق مجتمعى على ترشح السيسي رئيسًا لمصر.. ما رأيك؟
* أنا لست مع ذلك، لكننا الآن لا نريد دولة تحتكر لنفسها حق التحدث باسم الشعب المصرى كله أو حتى إصدار القوانين دون الرجوع للهيئات الشعبية، ولا نريد أن تحتكر أي جهة المصلحة القومية دون الشعب المصرى، ولذلك علينا أن نترك هذا الأمر لما بعد الدستور.
الجريدة الرسمية