الجارديان: حادث نيوتاون يثبت فشل السياسة الأمريكية في السيطرة على السلاح والعنف
اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية في عددها الصادر، اليوم الأحد، أن حادث إطلاق النار بمدرسة ساندي هوك بمدينة نيوتاون بولاية كونكتيكت الأمريكية إنما يشير إلى فشل سياسة الولايات المتحدة في السيطرة على السلاح وحالات العنف المتصاعدة.
وأضافت الصحيفة البريطانية، في مستهل تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني، "إن هذا الحادث ألهم الأمريكيين بلحظة نادرة من التأمل الذاتي القومي حول ما يبدو واضحا بالنسبة للمراقبين من الخارج على أنه فشل فى السيطرة على السلاح في الولايات المتحدة تمخض عنه عواقب مروعة".
ولفتت الصحيفة إلى أنه في غضون عام واحد شهدت الولايات المتحدة أيضا عمليات قتل جماعي في معبد للسيخ ومركز للتسوق ودار سينما.. مشيرة إلى أنه بالرغم من عدم إمكانية وصف الولايات المتحدة بالدولة الفاشلة، إلا أنه يبدو أنها أثبتت ذلك من خلال تلك الحوادث.
وعزت الصحيفة ذلك إلى امتلاك الأمريكيين بنادق يبلغ نصيب الفرد منها ضعف نصيب الفرد في اليمن البلد غير المستقر والذي يعد لديه ثاني أعلى معدل ملكية للسلاح الناري على كوكب الأرض.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن الفترة ما بين عامي 1985 و2010 شهدت انخفاضا في معدل انتشار حيازة الأسلحة النارية إلى أكثر من 20%، لا تزال الولايات المتحدة الأكثر تسلحا في العالم بالنظر إلى امتلاك كل مواطن سلاحا على الأقل.
ورجحت الصحيفة أن يكون حادث نيوتاون قد قدم فرصة تاريخية للرئيس الأمريكي باراك أوباما لتغيير قوانين حمل السلاح كما حدث في بريطانيا من خلال تطبيق أول حظر لامتلاك الأسلحة نصف الآلية، ثم ملكية الأسلحة اليدوية على نطاق واسع، مؤكدة على حاجة الإدارة الأمريكية إلى البدء بإعادة الحظر المفروض على ملكية الأسلحة الهجومية العسكرية والتي لا يبدو أن لا حاجة لوجودها في أيدي الأفراد.
وخلصت صحيفة "الجارديان" البريطانية - ختاما- إلى أن معدل الوفيات الناجمة عن إصابات الأسلحة النارية في أمريكا يصل إلى 30 ألف حالة سنويا أي بما يتجاوز معدل الوفيات السنوي في الحرب الحالية في سوريا، مشيرة إلى أنه حتى تواجه الإدارة الأمريكية واقع فشل سياساتها بشأن ملكية الأسلحة النارية فإنها ستظل تعيش في كابوس متكرر تدين فيه الرعب الناجم عن مثل هذه الحوادث.
