رئيس التحرير
عصام كامل

يا فرحة الإخوان والأمريكان!


تعالوا نرتب الأحداث كما وقعت حتى نفهمها بشكل جيد والأهم صائب، يوم صدور قانون التظاهر تقدم أحد أعضاء حركة ٦ إبريل «محمد عادل» بطلب للتظاهر ضد وزير الداخلية والمطالبة بالتحقيق معه وإقالته وقد وافقت وزارة الداخلية على الطلب..


وفي اليوم التالي، أعلن أحمد ماهر، الرئيس السابق لحركة ٦ إبريل عن تنظيم مظاهرة ضد قانون التظاهر والأهم الموافقة على المحاكمات العسكرية في الدستور، ورغم إبلاغه بموافقة وزارة الداخلية إذا تقدم بطلب رسمي ولو شفهي رفض وأصر على إقامة المظاهرة التي لم يشارك فيها.. ولأن الشرطة تطبق القانون قامت بفض المظاهرات وإلقاء القبض على بعض المتظاهرين الذين أصروا على التظاهر.. وعلي أثر ذلك قام عدد من أعضاء لجنة الخمسين بإعلان تجميد عضويتهم في اللجنة لتتوقف عملية إعداد الدستور الذي لم يتبق أمامها سوي أسبوع عمل واحد..

ولم تمض سوي بضع ساعات قليلة حتى خرج السيد بان كي مون، أمين عام الأمم المتحدة يطالب الحكومة بتعديل قانون التظاهر.

ومن هذه الأحداث يمكننا فهم التالي بسهولة، أن حركة ٦ إبريل عندما تقدمت بطلب  للتظاهر  ضد  وزير  الداخلية  كانت  تتوقع رفض الوزارة وبالتالي يمكنها الهجوم على الوزير والقانون والحكم كله و٣٠ يونيو كلها.. وعندما لم يحدث قررت أن تتظاهر دون التقدم بطلب لعلمها أن الداخلية لن تسكت على خرق القانون وسوف يحدث بالقطع فض للمظاهرة وبذلك يتحقق ذات الهدف وهو استثمار حدث للهجوم على الحكم كله.. و٣٠ يونيو..

ولكن حتى تضمن مشاركة جماعة الاشتراكيين الثوريين معها أعلنت أنها سوف تتظاهر ضد المحاكمات العسكرية في الدستور.. أما دخول بان كي مون وبهذه السرعة على الخط فلا تفسير له سوي أنه دخول أمريكي أصلا نظرا لأن الأمين العام للأمم المتحدة الذي سبق أن ناهض ٣٠ يونيو لا يتكلم إلا بما تريده أمريكا.. وهذا يعني أن ثمة اتفاقا في الرؤي والمواقف بين ٦ إبريل والأمريكان، ونجحت ٦ إبريل في جر الاشتراكيين الثوريين معها ليفقوا في ذات الخندق الواحد رغم عدائهم الأيدلوجي للأمريكان.

بقي أن نتذكر أن المستفيد الأساسى من كل ما حدث هم الإخوان الذين أعلنوا عن مظاهرات جديدة يوم الجمعة تضامنا مع المستشار الخضيري.. فإن الخطر يهدد خارطة المستقبل ويا فرحة الإخوان والأمريكان!
الجريدة الرسمية