إنهم يحرقون السيسى أيها "الأذكياء"!
نحن أمام احتمالين لا ثالث لهما.. إما أن هناك داخل الحكومة وداخل الإدارة المصرية الحالية من يتآمر فعلا علي السيسي وعلي خارطة المستقبل، وبالتالي علي كل ما جري منذ 30 يونيو وجاء قانون التظاهر طعما بلعه الجميع وفخا وقعنا فيه.. وإما أننا أمام حكومة مستواها الذهني أقل مما ينبغي وأنها ومن يحيطها مصابون بقدر محدود من الذكاء.. وتعالوا معا نثبت لكم ذلك!
إذا سألنا من من المسئولين الذين هم في صدارة المشهد الآن يريد المصريون استمرار دوره والبقاء حتي استكمال ما كلفه به الناس ؟ الإجابة هى بلا شك الفريق عبد الفتاح السيسي.. وإذا سألنا من من المسئولين الموجودين في صدارة المشهد من نعتبره ويعتبره الجميع موجودا في موقعه بشكل مؤقت وأنه مغادر لا محالة بل ويجب عليه أن يغادر؟ الإجابه علي الفور ستكون: إنه رئيسا الجمهورية والحكومة..
إذن السؤال المنطقي الآن: من هو الشخص الذي يتهمه الإخوان بالقضاء علي مستقبلهم السياسي وطردهم من السلطة بعد شوق طويل لها وتتهمه أمريكا بإرباك حساباتها وإفشال مخططاتها والمطلوب إفشال مسيرته كلها وتعطيلها والقضاء علي أي مستقبل سياسي له وربما كل مستقبله؟ الإجابة علي الفور: إنه أيضا الفريق السيسي..
وإذا سألنا وبمفهوم المخالفة: ومن هي الجهة أو الجهات التي ستستفيد من أي فشل أو ضرر يصيب الفريق السيسي؟ سيقول الناس: إنهم الإخوان وأمريكا.. وإذا سألنا: وهل لأمريكا رجال وعيال ونساء وعملاء داخل مصر يستطيعون التحالف معهم خلاف الإخوان؟ ستكون الإجابة: طبعا.. هم كثيرون.. ارتبطوا بمصالح وعلاقات وتمويل مع الولايات المتحدة منذ زمن ومن يقل غير ذلك يخالف العقل والمنطق والسياسة الدولية وطبيعة الولايات المتحدة بل وطبيعة الأشياء..
السؤال الأخير: إذن وبعد الإجابة عن الأسئلة السابقة والنظر إلي المشهد كله.. هل هناك شك في تسبب البعض عمدا أو غباءً في توريط الفريق السيسي رغبة في حرقه وإحراجه وإرباكه وهو رمز ما جري في 30 يونيو وما جري ضد الإخوان وأمريكا التي تصفع كل يوم بكل تطور يتم في العلاقات مع روسيا ؟ الكثيرون سينتبهون الآن أن السيسي بالفعل هو الخاسر الأكبر مما جري اليوم.. ليس لأنه أصدر شيئا أو أخطأ في شىء.. وإنما لأنه ومعه قادة جيشنا العظيم يتحملون مسئولية ما جري في 30 يونيو.. وهناك من يريد إثبات فشلهم وأنهم لا يختلفون شيئا عن مرسي والإخوان ..
هنا لابد أن نجد البعض يسأل وهذا حقه: إن كان قانون التظاهر فخا نصبوه للسيسي.. فما الحل مع مظاهرات الإخوان ؟ ونقول: قانون التظاهر كمن أراد أن يعالج مرضا أصاب عضوا في جسده.. إلا أنه تناول علاجا يؤذي الجسد كله.. كنا نريد أن تبقي المواجهة الشاملة من الجميع ضد الإخوان وحلفائهم.. فجاء قانون التظاهر ليستفز الجميع.. نحن نعاني من عنف الإخوان.. فكان يجب أن يتوقف القانون عند مواجهة العنف وسبل مواجهة الخروج علي الشرعية وإرهاب الناس وتعريض أرواح وحياة وممتلكات الناس للخطر..
ثم تجميل القانون وكسب أنصار له بوضع مواد جيدة فعلا مثل تحديد أماكن ثابتة للتظاهر السلمي.. عندئذ لن يستطع أحد أن يتحدث ضد القانون أو مهاجمته وهو يقنن نهائيا مواجهة أي عنف ويعوض وبشدة قانون الطوارئ .. لكن.. ما الداع إذن أن تضع مواد للتصريح بالتظاهر قبل التظاهر بأسبوع عمل كامل أي عشرة أيام بحسابات الأيام العادية ؟! لماذا إن كنت تريد تأمين المظاهرات فعلا أو تريد معلومات عنها قبلها فعلا..
فلماذا لم تكتف بيوم أو يومين؟ هل لو انفجر الناس بالغضب لمقتل ابن من قريتهم أو لأي سبب مفاجئ حتي لو ضد بلطجية اعتدوا عليهم فهل يمكن الانتظار لعشرة أيام كاملة للحصول علي تصريح ؟! هنا أنت لا تريد إذن أن تتصدي للإخوان.. أنت تريد استفزاز الجميع وإغضاب الجميع وخسارة حلفاء لك هم علي أرضيتك ويقفون معك في الحرب علي الإرهاب! أنت إذن تريد أن تظهر مصر بمظهر الدولة التي تسير إلي القمع والديكتاتورية.. وأنها تسير للوراء وليس إلي المستقبل وأنت تريد استفزار هيئات ومنظمات دولية ضد مصر.. وتريد استمرار إرباك المشهد كله .. ولذلك قرأ الإخوان المشهد سريعا وتركوا غيرهم يتقدم للتظاهر ضد قانون التظاهر وتلقي الضربة الأولي منه وإطلاق الرصاصة الأولي ضده.. ويا فرحتهم وسعادتهم اليوم!!!
فلا مشهد يحتاجونه ويسعون إليه أكثر مما جري.. والسياسة لعبة ذكاء وعقل ومنطق وليست لعبة عضلات!
لو كنت من الحكومة لامتصصت اختبار اليوم.. مهما كانت الاستفزازات.. كنت أرسلت عقلاء لإقناع المتظاهرين بالرحيل.. كانوا سيكونون شهداء علي ما يجري.. كانت ستكون رسالة للجميع أن الهدف من القانون ليس أنتم.. إنما الإرهاب وترويع الآمنين.. كانت ستبدو الحكومة في حالة عدم تعجل من منع التظاهر السلمي.. وأنها تتمهل حتي عند تطبيق القانون.. وما أكثرها القوانين التي يخالفها الجميع كل يوم.. أما أن تقع في الفخ.. فلا أري إلا ان هناك من أراد أن نقع جميعا في الفخ!
السؤال: كيف نرد جميعا علي ما جري؟ كيف يمكن أن ينجو السيسي من كل ذلك؟ وهو رمز لـ 30 يونيو ولا علاقة للأمر بترشحه أو عدم ترشحه للرئاسة ؟ كيف يمكن أن تعود الوحدة ضد الإرهاب؟ كيف يمكن أن يتحول الفخ إلي فخ لمن نصبوه ؟
في الغد سنقول لكم.