رئيس التحرير
عصام كامل

معتصمو التحرير يتهمون الشرطة باستخدام غاز محرم دوليًّا.. اختناقات وإغماءات وقىء حتى الموت.. الخل والخميرة وسائل عجزت عن مقاومته

فيتو

أبدى المتظاهرون والمعتصمون بميدان التحرير استياءهم من العاز المسيل للدموع الذى تطلقه الشرطة بكثافة على المعتصمين، واعتبروه مسممًا، متهمين الداخلية باستخدام غاز محرم دوليًّا.

وأكد «محمد على»، طالب جامعى أحد المعتصمين بميدان التحرير، أن الغاز الذى يطلق على معتصمى الميدان يصيب باختناق، ويؤثر على العين، والأنف، والمعدة، وأن استنشاق كمية كبيرة منه يؤدى إلى إغماء فورى، مضيفا: إن الأطباء بالمستشفى الميدانى أكدوا أن الغاز المستخدم هذه الأيام محرم دوليًّا، وأنه يحتوى على كمية من الغاز المثير للأعصاب.
أما «محمد حماد» على المعاش فأشار إلى أن الحل الوحيد لتفادى الغاز المستخدم هو الابتعاد عن مكان إطلاقه، مشيرًا إلى أن أخطر ما فى الغاز المستخدم حاليًّا هو أنه يؤدى إلى التشنج والإغماء.
وقال إنه شاهد أكثر من شاب أصيب بسبب الغاز المستخدم، لافتا إلى أن الخل والخميرة والمياه الغازية باتت وسائل لا تجدى مع الغاز المستخدم.

«على الجمال» ضابط سابق بالقوات المسلحة أحد المعتصمين بالميدان، أكد أن الغاز المستخدم حاليا من قبل قوات الشرطة من نوعية الغاز المحرم دوليًّا، مؤكدا أن مثل هذا الغاز يؤثر على الرئتين والقلب، وكثرة استنشاقه تصيب الجهاز العصبى، كما أن الوسائل العادية لا تجدى معه، ولا تغيب آثاره، مؤكدا أن استعمال المياه فى حالة استنشاقه يؤدى إلى مضاعفات خطرة، وقال: إن الحل الوحيد فيه هو الابتعاد مسافة كافية عنه .

أما «راشد عباس» عامل، أحد المعتصمين بالميدان، فقال إنه رأى شبابًا كثيرين أصيبوا بالإغماء جراء استنشاقهم للغاز الذى تطلقه الداخلية، وأكد أن عددًا ممن استنشقوا كميات كبيرة منه أصيبوا بنوبات قىء شديدة، وصلت بهم إلى حد قىء الدماء من أفواههم، ولم تُجْدِ معهم أدوات الإسعافات الأولية الموجودة بالمستشفى الميدانى، ما اضطر المعتصمين إلى نقلهم إلى مستشفى قصر العينى، وأشار إلى أن بعض أصناف القطرة الخاصة بالعين كانت تجدى فى بداية استنشاق الغاز، لكنها سرعان ما ينتهى مفعولها، ليبقى تأثير الغاز باقيًا، معتبرًا أنه غاز ثقيل يؤدى إلى ضيق فى التنفس.

أما «على الطاير» صاحب نصبة شاى بالميدان، فيرى أن الغاز الذى تطلقه قوات الشرطة المقصود به قطع عيش الباعة المتواجدين بالميدان، وقال إنه عانى كثيرا وزملاؤه خلال الأيام الماضية من استنشاق الغازات المسيلة للدموع، لافتا إلى أن عددًا كبيرًا من زملائه البائعين أصيبوا باختناقات جراء استنشاق هذه الغازات.

وبالنسبة للأطفال يقول «كريم حمادة»، طالب بالصف الثانى الإعدادى، إنه يأتى إلى ميدان التحرير للمشاركة فى الثورة، ويحضر معه كمامتين حتى لا يتضرر من الغازات التى تلقيها الداخلية، لافتا إلى أنه يصاب بسعال شديد رغم أنه يتواجد بعيدا عن أماكن إطلاق الغازات بمسافات بعيدة.
إسلام ومحمود، طفلان صغيران يقضيان النهار بأكمله فى الميدان، قبل أن يغادراه إلى منزليهما مع بداية الليل، وبحسب قولهما.. أغمى عليهما أكثر من مرة نتيجة استنشاق الغاز، وفى كل مرة يتم إسعافهما فى المستشفى الميدانى.

الجريدة الرسمية