أين المصارى يا مولانا ؟
"المصارى" لمن لا يعلم هى العملة التى سكها محمد على، (رضوان الله عليه، إذا قورن عهده بعهد الإخوان)، عندما كانت جيوشه تحكم بلاد الشام، ولا زال المصطلح ساريا حتى الآن فى هذا البلدان، رغم أن الله قد ابتلانا بأناس (مصريين)، لا يقارن انتماؤهم لمصر بانتماء الألبانى محمد على، لأنهم يذوبون عشقا وشوقا للذل العثمانى القديم والحديث.
المهم أن الشيخ القرضاوى "منظر الإخوان" و"مفتى الجماعة" (عند اللزوم) طبعا، وإلا فالجماعة بها كم هائل من "المفتين" الذين لا يفتون بكل ما يهلكنا ويهلكهم، كان قد وعدنا خيرا إن صوتنا بنعم لدستور الغريانى الإخوانى، وأن السماء ستمطر علينا ذهبا وفضة، وأن لو وافق المصريون على هذا الدستور المشبوه (لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ)، و(لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)، ولجاءهم الفيض التمويلى القطرى ممثلا فى العشرين مليار دولار ونيف، التى أملنا بها الشيخ المبجل.
قال المصريون (نعم) أو قالتها نيابة عنهم الجماعة الإخوانية وجلس الجوعى فى انتظار أن تهطل عليهم أمطار الدولارات رغم أن السماء ظلت زرقاء صافية وليس هناك ولو سحابة شاردة ضلت طريقها يمكن أن تسكب ولو بعض الرذاذ.
أخيرا.. اكتشف الشيخ أنه خُدع وإن أردت الدقة أنه خدعنا، ولابد من تخريجة يدارى بها عورته، التى انكشفت بين الخلائق أجمعين، فكان أن خرج علينا صباح هذا اليوم بندائه الأخير حيث قال الرجل: قال الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، إن عددا من الدول العربية، لم يسمها، لا تريد مساندة إخوانهم العرب بالأموال أو المواقف فى إشارة إلى مصر".
وقال عبر صفحته الشخصية على موقع فيس بوك: "بعض البلدان العربية لا تريد مساندة إخوانهم العرب بالأموال أو المواقف المشرفة"، واتهم القرضاوى هذه البلدان بأنها تساند الأوروبيين وتدفع لهم الأموال، وتابع على صفحته قائلا " بل تساند غيرهم من الفرنسيين أو بعض الأوربيين.. تدفع الأموال الباهظة فى الأسلحة دون حاجة تذكر".
الغريب أن كل هذه الصفقات "الخيانية" المشبوهة كانت على يد مولانا الشيخ وبعلمه وبمباركته، والمشكلة كل المشكلة بدأت عندما توجهت هذه الأسلحة نحو حلفائه فى تنظيم القاعدة فى مالى.
هل كانت فتاوى الشيخ التى بررت الاستعانة بالناتو فى ليبيا وسوريا خارجة عن هذا الخط الخيانى؟.
هل يريد الشيخ المبجل أن يقنعنا أن الناتو مؤسسة خيرية مثل الصليب الأحمر تأتى لتقاتل وتقتل من يرغب الشيخ فى قتلهم لوجه الله وعلى نفقتها الخاصة، أم أن هذه الاستعانة كانت مدفوعة الأجر وعلى حساب المسلمين بصورة كاملة ؟!.
أين المصارى التى وعدتنا بها أيها الشيخ ؟!.