الخراب "عهدة" يا مرسى
أكثر من 30 قتيلاً فى أول وثانى أيام "سنة تالتة ثورة".. ومرسى وقنديل يقدمان العزاء لأهالى الضحايا، سعيكم مشكور، أصحاب واجب، بالتأكيد المسئولية تقع على جبهة الخراب المستعجل، فمصر هى الدولة الرائدة فى أن المسئول مش مسئول!!.
قدمتوا إيه للبلد؟، إيه البديل؟، هدم هدم ومافيش بناء نهائى..؟!! .
هذه النغمة تسمعها من كل إخوانى يتهم معارضيه بعدم تقديم أى شىء، وهنا أذكر كلمة يقولها الحاج عوض:" الخراب عهدة"، وإذا سألت الحاج عوض لماذا يهرب المستثمرون من مصر، "يجيب" بكل سهولة المادة 29 فى الدستور تتحدث عن التأميم وعاوز المستثمرين يقعدوا !.
مين الحاج عوض؟، هو أحد خبراء النقل والمواصلات فى مصر منذ أكثر من 20 عاما ويعنى بــــــ "الخراب عهدة" أن المسئول يتسلم الخراب من زميله ويتعهد بالحفاظ عليه، لأنه عهدة لا يجب تبديدها، ومن المسئولين من يبدع فى تطوير ونشر الخراب ليتسرب ويقتل، وهو بالتأكيد ما يفعله الإخوان حاليا بكل دقة، فهم تحالفوا مع المجلس العسكرى للحفاظ على أركان دولة مبارك واستمروا فى العمل بنفس الكتالوج.
نعود إلى أسئلة جهابزة الإخوان هدم هدم إيه البديل قدمتوا إيه؟!! .
أقدم حقائق ومعلومات للرد..
*فى مارس 2012 نظم تحالف ثوار مصر مؤتمرا اقتصاديا للتعدين فى محافظة البحر الأحمر، وتواصل شباب التحالف مع لجنة الطاقة والصناعة بمجلس الشعب برئاسة الإخوانى "سيد نجيدة" الذى أبدى إعجابا كبيرا بما قدمه الشباب من ملفات رائعة قابلة للتنفيذ، ووعد بالمشاركة فى المؤتمر بكامل أعضاء اللجنة، وفجأة ودون أى اعتذار لم يحضر نجيدة، ولم يرد على أى تليفون ونجح المؤتمر بدونه وبدون إخوانه.
*قدم شباب "تحالف ثوار مصر" مشروع حملة "مصر بخير"، منذ أسبوعين لمجلس الوزراء وهى حملة اقتصادية اجتماعية رياضية رفضها رئيس الوزراء، لأن لديه تصورا مختلفا تماما.
*فى عام 2007 كان حجم الاستثمار الأجنبى فى مصر نحو 14 مليار دولار وتراجع إلى 4 مليارات فى 2011 وفى 2012 أصبح 180 مليون دولار.. وفى الأسبوع الماضى جاء أحد شباب الثورة باثنين من المستثمرين الأجانب عن طريق رجل أعمال مصرى، ورتب لقاءً مع مستشار الرئيس أحمد عمران مع العلم أن الفترة التى يتواجد فيها هذان المستثمران هى 3 أيام فقط، وقبل الموعد المحدد بساعات قليلة أغلق مستشار الرئيس تليفونه واختفى ليضيع الموعد ويحتقر المستثمران "الأجنبيين" أى تعامل مع مصر والمصريين.
ماذا قدمت النخبة الإخوانية لنهضة مصر بعد عامين من الثورة ؟، إنهم يتحدثون عن فرصة ومعهم كل الفرص منذ سقوط مبارك، فمن يستطيع أن يقول لأى مسئول إخوانى "لا" منذ مارس 2011 ؟!.
الرئيس المنتخب مرسى يحكم منذ سبعة أشهر، ومن قبله حكم مجلس الشعب الإخوانى ولا يوجد حتى بريق أمل ويسقط عشرات المصريين يوميا فى حرب الطرق والمرض واليأس ويظل "الخراب عهدة" فى بلادنا المليئة بالكنوز البشرية والطبيعية.
نقلا عن جريدة "فيتو".