وزير الخارجية: سياستنا في الخارج متسقة مع ما يحدث في الداخل.. نمر بمرحلة تحول مجتمعي.. والإرهاب لن يمنعنا من مواصلة طريق الديمقراطية.. وننتهج الآن استراتيجية ثابتة طويلة الأجل تجاه أفريقيا
أجري نبيل فهمي، وزير الخارجية، لقاءً مطولا مع وفد إعلامي من جنوب أفريقيا يزور القاهرة حاليًا للاضطلاع على آخر مستجدات الوضع الداخلي في مصر.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الوزير فهمي تناول خلال اللقاء التطورات السياسية التي شهدتها مصر منذ اندلاع ثورة 25 يناير2011، وصولا إلى ثورة الثلاثين من يونيو التصحيحية، موضحًا أن خروج الشعب المصري في ثورتين جاء نتيجة للسياسات الإقصائية التي تمت ممارستها.
ونوه "فهمي" لضرورة الأخذ بالاعتبار إلى أن ما يحدث في مصر يعد تحولا مجتمعيا، موضحًا أن مثل هذه التغييرات في المجتمعات الأخري تحتاج لوقت طويل أو لوجود قيادة يثق فيها الشعب مثلما حدث في جنوب أفريقيا، وأنه على الرغم من هذه التحديات الخاصة بالإرهاب وأعمال العنف، فإن ذلك لن يمنع الشعب المصري عن المضي قدمًا في بناء نظام ديمقراطي شامل.
وردًا على سؤال حول سياسة مصر الخارجية في ظل هذه المرحلة التاريخية الدقيقة، أوضح الوزير أنه نظرًا للتغييرات التي تشهدها مصر فإن السياسة الخارجية أصبحت أكثر اتساقًا بالسياسة الداخلية ومحركها الأساسي هو الشعب المصري واستقلالية قراره وتطلعاته، وانطلاقًا من هذا الدافع، تتحرك وزارة الخارجية وفقًا لاستراتيجية محددة وفي العديد من المسارات، إضافة إلى فتح المجال أمام البدائل والخيارات مما يسمح بإعادة مركزة مصر على الساحة الإقليمية والدولية. كما تناول تطورات العلاقات مع الولايات المتحدة وروسيا وتطورات الأزمة السورية.
وأوضح المتحدث أن "فهمي" تطرق بشكل مفصل إلى تفعيل دور مصر في أفريقيا وأن أولي جولاته الخارجية لم تكن للغرب بل كانت لأفريقيا بدافع الحرص على التواصل مع الأشقاء من خلال ثلاث جولات قام بها شملت السودان وجنوب السودان وأوغندا وبوروندي والسنغال.
وأكد أن مصر تنتهج الآن استراتيجية ثابتة طويلة الأجل تجاه أفريقيا ليست وليدة مصالح وقتية، ولكنها تقوم على أساس المصالح المشتركة و"المشاركة من أجل التنمية"، مؤكدًا على أهمية الخطوة التي سيتم اتخاذها بإنشاء الوكالة المصرية للمشاركة من أجل التنمية.