فاينانشيال تايمز: الانفراجة الدبلوماسية مع إيران تستحق أن يعطي لها العالم فرصة
رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن هناك شعاعًا من الضوء يخترق الظلام الذي خيم على الولايات المتحدة لسنوات قادت خلالها عمليات عسكرية في العراق وأفغانستان، بينما حظيت الدبلوماسية بالقليل من الفرص خلال العقد الماضي وهو ما يفرض على العالم أن يعطي فرصة لهذه الانفراجة الدبلوماسية النادرة.
ولفتت الصحيفة -في افتتاحيتها على نشرتها الالكترونية اليوم الاثنين- إلى أن الغزو الأمريكي للعراق تسبب في شعور العديد من الأمريكيين والبريطانيين بالندم حيال هذا الغزو وذلك لانتهائه بشكل كارثي، مضيفة أن الولايات المتحدة وحلفائها اتخذوا مسارا مختلفًا خلال تعاملهم مع البرنامج النووي الإيراني؛ حيث ابتعدت الولايات المتحدة والأوربيون عن التسرع في التدخل عسكريا ضد إيران جراء مزاعم امتلاكها أسلحة دمار شامل.. وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة وأوربا حثتا إيران على مدى السنوات السبع الماضية على تقليص برنامجها النووي الذي يمكنها من صناعة قنبلة نووية.
وذكرت الصحيفة أن الكثير من المحللين تساءلوا بشأن إمكانية انتهاء تلك المفاوضات الشاقة وسياسة العقوبات المصاحبة لها في سلام، وهل سينهي الاتفاق طموحات إيران في تطوير قنبلة نووية أو ستتعرض فيما بعد للقصف الأمريكي، قائلة إنه لا يسعنا التأكد من انتهاء كافة الاحتمالات المذكورة، ولكن الاتفاق الذي وافقت عليه إيران والقوى العالمية في جنيف، بعد سنوات من الجمود في مطلع الأسبوع الجاري، يعد لحظة تاريخية؛ حيث إنه أمدنا بالآمال الأولية إزاء حل هذا التحدي الأمني الضخم بواسطة الدبلوماسية بدلا من الحرب.
وأضافت الصحيفة إن اتفاق السلام لن يحل الأزمة كلية، ولكن الاتفاق المؤقت الذي ينص على وقف إيران لأنشطتها النووية لمدة ستة أشهر يعد أمرًا هامًا؛ حيث إن البرنامج النووي الإيراني، والذي كان يتطور بسرعة كبيرة، كان من المتصور أن يمكن إيران من الوصول إلى النقطة التي تمكنهم من إجراء اختبار نووي.
وأوضحت الصحيفة أن إيران والغرب لديهم الوقت لإبرام اتفاقية نهائية بالعام المقبل، وهي الاتفاقية التي قد تنص على تفكيك إيران لبنيتها التحتية النووية في مقابل رفع كلي للعقوبات المفروضة عليها.
