الرئيس "مرسى" يحصد ما زرع
"من جد وجد.. ومن زرع حصد"... فعلاً صدقت هذه الحكمة العظيمة، فالرئيس محمد مرسى يحصد كل ما زرعه عبر السبعة أشهر الأولى من حكمه، واستطاع أن يخلق له أعداء كثيرين من مختلف الطبقات والفئات فى الشارع المصرى، ويثبت كل يوم أن مصر كبيرة عليه وعلى جماعته بكل المقاييس والمعايير الدولية لمهنة رئيس مصر.
والدليل حالة الغضب الواضحة فى الشارع المصرى، والشارع يقول الآن "إنهم يريدون اختطاف مصر تحت مسمى الديمقراطية ولعنة الصناديق"، ولكن لن نتركهم ينجحون، ولن تختطف مصر، ولن تسرق لأن قيادة الأوطان تحتاج لزعماء من نوع خاص لايعلمونهم فى جماعة الإخوان المسلمين، لأنهم لايرون إلا أنفسهم ولايسعون إلا إلى مصالحهم الضيقة بما يسمى "أخونة الدولة"، والتمكين لجماعتهم من مفاصل مصر عبر نشر رجالهم فى كافة المناصب الحكومية بداية من رئيس الجمهورية حتى أصغر منصب فى البلد، ويحاولون بكل قوة هدم مؤسسات الدولة عن طريق التخوين والتشكيك وتفجير المؤسسات من الداخل عبر ظهور كيانات وهمية داخل المهن المختلفة؛ تحارب هذه المؤسسات وظهرت هذه الحرب بكل قوة لهدم مؤسسات القضاء والإعلام والداخلية والجيش وغيرها.
فهم يبحثون عن السيطرة على كل شىء ولكن ليس هذا المهم، فنجاحهم فى إدارة هذه المؤسسات كان من الممكن أن يشفع لهم عند الناس ولكنهم بكل قوة يفجرونها ويحاولون تصفية الحسابات وتحدث الخلافات والمشاكل والإضرابات فى كل مؤسسات الدولة وهذه نتيجة لعدم خبرتهم فى الإدارة والرغبة القوية فى السيطرة دون علم وخبرة.
الرئيس مرسى لم يتعلم الدرس جيدا من أخطاء مبارك.. فمنذ اليوم الأول لم يسع لمصالحة وطنية حقيقية ولم شمل المعارضة من أجل مستقبل مصر عبر المشاركة فى الحكم من خلال مؤسسات الدولة، ولكنه بكل قوة يمارس الإقصاء لكل قوى المعارضة وترك جماعته وحزبه يخونون ويشككون فى المعارضة، فهل يدرك أنه رئيس لكل المصريين أم أنه يصنع أعداءً جددا له من كافة القوة السياسية المصرية، والرئيس مبدع فى شق الصف الوطنى عبر الحديث عن مؤامرات المعارضة عليه دون دليل حتى الآن .
الرئيس يحكم مصر بسياسة أهل الثقة الفاشلة التى جعلته يجمع حوله مؤيديه من حزبه وجماعته والأحزاب التابعة لها ونقض كل تعهداته فى حملته الانتخابية المعروفة بتعهدات "فيرمونت" الشهيرة بعمل فريق رئاسى يعتمد على أهل العلم والخبرة وحتى هؤلاء جعلهم مجرد ديكور سياسى، لا يسمع لهم، فهو يعتمد على جماعة الإخوان المسلمين ومكتب الإرشاد وهذا ما دفع بعضهم للاستقالة، وكذلك اختياره لحكومته التى لا نعرف ما معيار اختيارها، فهى بلا علم ولا خبرة، هم وزراء بدرجة سكرتارية لايفعلون شيئا بل يزيدون الأزمات والحرائق داخل الوزارات المختلفة ويسعون لتمكين رجال الجماعة من الوزارات والهيئات ولن أتحدث عن إدارتهم لوزراتهم، بل الشارع هو الذى يتكلم ويعكس فشل هذه الحكومة.
الرئيس هو الذى ساهم فى عدم احترام مؤسسات الدولة وسيادتها وهيبتها، وأهمها القضاء عبر تحديه لأحكام القضاء وعدم التزامه بها بداية من قراره بعودة مجلس الشعب المنحل وإعلاناته الدستورية وطريقة إقالته للنائب العام وصمته غير المبرر على هجوم حزبه وجماعته على القضاء والمحكمة الدستورية ومهاجمتهم بعض المحاكم بسبب أحكام لم تروق لهم، وكذلك صمت الرئيس عن حصار المؤسسات السيادية، بداية من المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى وغيرها من مؤسسات الدولة، فهل يا سيادة الرئيس تطالب الشعب باحترام القضاء وأحكامه وأنت وحزبك لاتلتزمون بذلك؟!.
الرئيس لم يسع لكتابة اسمه فى سجل الخالدين من حكام مصر عبر العمل على تحقيق طموحات شعبه التى هى فى الأغلب مطالب موضوعية وحقيقية لشعب يريد حياة كريمة، ولم يسع الرئيس لتحقيق مطالب الثورة والثوار بل على العكس كل مظاهر الحياة تتراجع فى مصر بشكل كبير وسريع، والحكومة لا تجد شيئا تفعله سوى مزيد من الضرائب وارتفاع الأسعار والرغبة غير الطبيعية فى القروض من كل دول العالم، مما جعل المواطن يشعر أن الرئيس لا يفعل شيئا ولم يحقق لهم شيئا.
الرئيس الذى لايستطيع احتواء شعبه فى الأزمات ويخرج للناس يشاركهم أحزانهم ويعمل على تهدئة الأوضاع كما يحدث فى كل دول العالم، لا نعرف ماذا نسميه، فهل هو يقدر قيمة المنصب وقيمة الشعب الذى يحكمه؟، ولماذا لا يخرج عن صمته ويحاول أن يكون عند حسن ظن شعبه فمصر كلها تستحق من الرئيس أن يعمل من أجلها وخدمتها وليس كما يحدث الآن، وعلى الرئيس أن يتعلم من أخطائه بكل سرعة وقوة حتى لايحدث ما نخشاه وهو اشتعال الحرب الأهلية فى شوارع مصر، ووقتها سيكون هو المسئول الحقيقى عن كل قطرة دم أوروح تزهق لمواطن مصرى..
أليس هو مسئول عن رعيته أم ماذا؟.
dreemstars@gmail.com