رئيس التحرير
عصام كامل

طهران تربك حسابات تل أبيب... المعارضة الإسرائيلية تنتقد سياسة نتنياهو الخارجية وتهدد رئاسته للحكومة.. إسرائيل تتهم إدارة أوباما بالتراجع

رئيس الوزراء الإسرائيلي،
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو

قال محلل إسرائيلي: إن استخدام نتنياهو لعبارات "خطأ تاريخي" في اتفاق "جنيف" هدفه توصيل رسالة بأن تل أبيب غير ملزمة به، كما أن الاتفاق يمنح طهران شرعية دولية للاستمرار في تخصيب اليورانيوم ويسقط العقوبات عنها.

بدأت المعارضة في مواجهة نتنياهو بشراسة بعد اتفاق جنيف بين طهران والغرب، والساحة الإسرائيلية تشهد حالة من الإرباك الشديد وتبدو منقسمة سياسيا وإعلاميا حول سلبيات وإيجابيات الاتفاق وحول كيفية تعامل إسرائيل معه، وأيضًا فيما يخص مصير علاقاتها المتوترة مع الحليفة واشنطن حول الملف الإيراني في مرحلة ما بعد الاتفاق المرحلي وتمهيدًا للمفاوضات الممهدة للاتفاق النهائي المفترض بين طهران والغرب بعد ستة أشهر. 

أعد محرر الشئون العربية بالإذاعة العامة الإسرائيلية "يوسي نيشر" ملفا حول هذا الاتفاق وما يتضمنه من بنود ومدى تأثيره على الرأي العام الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تنظر إلى الاتفاق الموقع بين طهران والغرب حول المشروع النووي الإيراني من منظور "المعادلة الصفرية" بمعنى أن ما تستفيد منه طهران يمس بالضرورة المصالح الإسرائيلية، لذلك مقابل عبارة "الاتفاق التاريخي" التي وصف بها البعض ما تم في جنيف، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستخدم عبارة: "الخطأ التاريخي" موضحًا إن إسرائيل ليست ملزمة بالاتفاق الذي وصفه وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان بالنصر الدبلوماسي الكبير لطهران. 

ولفت إلى أن الخط المعارض الذي يقوده نتنياهو ضد اتفاق جنيف يبرز سلبياته وفي مقدمتها أن الاتفاق يقتصر على تجميد المشروع النووي أو تعليقه ولا يعيده إلى الوراء كما تطالب به إسرائيل.

كما أن الاتفاق يمنح طهران شرعية دولية ضمنية للاستمرار في عملية تخصيب اليورانيوم ومن شأنه أيضًا أن يؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار نظام العقوبات الدولية المفروضة على طهران، والتي يعتبرها نتنياهو عامل ضغط فعالا على طهران في الملف النووي.

حكومة نتنياهو تتهم إدارة أوباما بالهرولة إلى اتفاق جنيف من منطلق تجنيب الخيار العسكري تقريبًا بأي ثمن، وترى أنه كان باستطاعة المفاوضين الغربيين التوصل إلى اتفاق أفضل مستفيدين من الضغوط الاقتصادية التي تتعرض لها طهران اليوم نتيجة العقوبات، ذلك لولا الهرولة الأمريكية التي استفاد منها في نهاية المطاف المفاوض الإيراني في جنيف الذي لم يضطر إلى تقديم تنازلات ملموسة في الوقت الذي حقق فيه الرئيس روحاني هدفه الرئيسي وهو تخفيف العقوبات الدولية، كما أن قلق الحكومة يتمحور حول سيناريو تحول الاتفاق المرحلي مع إيران إلى اتفاق نهائي بشكل تستفيد منه طهران اقتصاديا دون تقديم أي تنازلات ملموسة نوويا. 

وأشار إلى محاولة الساحة الإسرائيلية للظهور بمظهر الجبهة الموحدة ضد اتفاق جنيف بين طهران والغرب انهارت بعد نحو 24 ساعة على توقيعه؛ حيث إن المعارضة الإسرائيلية وعلى رأسها الزعيم الجديد لحزب العمل "يتسحاك بوجي هرتزوج" تطلق حملة شديدة اللهجة ضد السياسة التي ينتهجها نتنياهو حول الاتفاق وحول العلاقة مع واشنطن، موضحة أن الاتفاق ليس كارثيا كما تحاول الحكومة إظهاره ومن جهة أخرى تتهم نتنياهو بالفشل في منع التوقيع على الاتفاق، ويبرز إيجابيات هذا الاتفاق وفي مقدمتها: عدم انهيار نظام العقوبات المفروضة على طهران واستمرار العقوبات النفطية، وكذلك تجميد المشروع النووي وتسديد عمليات التفتيش الدولية في المنشآت النووية الإيرانية ووقف تخصيب اليورانيوم فوق % 3.5 وفرض قيود على مفاعل الماء الثقيلة لإنتاج مادة البلوتونيوم في آراك.

أما سلبيات الاتفاق فتتمحور حول الغموض الذي يكتنف مسألة ماذا بعد الأشهر الستة المقبلة. زعيم المعارضة يدعو نتنياهو إلى ممارسة الحكمة في تعامله مع واشنطن؛ لأنها حليفة إسرائيل الرئيسية، وقد تحتاج إليها إسرائيل في المراحل القادمة من التعامل مع الملف النووي وربما أيضا إذا طرح مرة أخرى الخيار العسكري، مقرا بأن هذا الخيار أصبح غير وارد بالحسبان على ما يبدو خلال الأشهر الستة المقبلة التي ينص عليها الاتفاق.
الجريدة الرسمية