.. وعقبال القطرى!
الشارع المصري عاش فرحة عارمة بطرد السفير التركى من القاهرة لم تضاهيها إلا فرحة طرد السفير الإسرائيلى وإذا كان بعض الظن إثما فإن الضرورة تشير إلى أن معظمه على غير ذلك وظني أن الشارع المصري سيسعده كثيرا طرد السفير القطرائيلى الذي يمثل في مصر دورا صهيونيا يخجل من أدائه سفير دولة الاحتلال الإسرائيلى.
تاريخنا مع الأتراك تاريخ استعمارى، دموى، نهبوى، مثلوا في تاريخنا العربي عنصر الدم والخراب ووأدوا كل تجربة عربية قومية.. هكذا كانوا وهكذا يكون الدور القطري الآن.
كان القطريون قبل حمد المنقلب على أبيه ومن بعده تميم الذي حبس أبيه أيضا ويأتي من بعده خلف يضيعون القيم الإنسانية فمصيره هو مصير جده ومصير والده.. أسرة بهذا الشكل وبتلك الملامح ماذا تظنون أنها تحمل لأمتنا العربية؟ لاشك أن الأيام أثبتت أن القصر الحاكم في قطر هو قصر صهيوني النزعة، غربى التوجه يقوم بدور العميل العلنى دون خجل فمن أين يأتى الخجل في أسرة تبيع كبيرها في أول محطة؟
الأتراك خططوا للعبث في شئوننا الداخلية وقد صبرنا دون داع لهذا الصبر الذي يدفع الصغار إلى التطاول أكثر، وها نحن نصبر على دولة قطرائيل العميلة صبرا غير محمود، صبرا مذموما، صبرا يتطابق مع حدود التفريط ومصر أكبر من أن نفرط فيها.
القطرائيليون ليس لديهم مانع في ممارسة
أي دور يخدم الأهداف الصهيونية في المنطقة فهذا دأب ضعاف النفوس والتابعين
والقابعين تحت سيطرة الخوف وهواجس الضعف والوهن وقلة الحيلة وقد قاموا بأدوار لم
تفلح إسرائيل على مدى وجودها في المنطقة القيام بها، وهو ما يدفعنا إلى اعتبارها أخطر
على الأمة من عدو نعرفه جيدا مثل إسرائيل.
لم
يبق أمام وزير الخارجية المصرى إلا إصدار قرارا جريء بالتخلص من كل ما هو ذو علاقة
وطيدة بالعدو التقليدى لنا.. عليه أن يطرد السفير القطرائيلى الآن وليس غدا،
فالقطريون - الحكام وليس الشعب – لا تصلح معهم لغة الكرم المصري ولا مفردات
التسامح التي يفرضها علينا موقعنا ومسئوليتنا في محيطنا "فإن أنت أكرمت
الكريم ملكته وإن أكرمت ابن موزة تمرد".
والمسئولية
القومية التي تتحملها مصر تفرض عليها إعلان الحرب على أعداء الأمة والقطريون في
مقدمة الصفوف، فمثل هذه الكيانات الطفيلية لا ينبغي أن يستمر وجودها بيننا في
لحظات تاريخية تمر بها المنطقة العربية.
وأعتقد
أن السيد وزير الخارجية يدرك جيدا أننا أمام عدو حقيقي يعيث في الأرض فسادا ويمثل
خط اختراق للعدو التقليدى لنا ولأمتنا، وليس من المنطقي أن نترك له الحبل على
الغارب بمنطق أن مصر هي الكبيرة ويجب عليها أن تتحمل.. نحن نتحمل كل شيء ولكن ليس
من بين الأشياء التي نتحملها خيانة وهم خونة.. وليس من بين ما نتحمل عمالة وهم
عملاء.. وليس من بين ما نتحمل سفاهة وهم السفهاء.
إن
قرار طرد السفير التركي ممثل المستعمر القديم جاء منقوصا إذ لابد أن يرافقه في
رحلة عودته منكسرا إلى بلاده سفير دولة الست موزة، وذلك من قبيل إعادة الأمور إلى
نصابها حتي يعلم القاصى والداني أن مسئولية مصر تجاه عمقها العربى لا يعني أبدا
الصمت على التطاول.