رئيس التحرير
عصام كامل

شارون.. بين غيبوبة الموت وحلاوة الروح.. رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق يستجيب للعلاج بعد 7سنوات من الغيبوبة.. والأطباء: الحالة نادرة وليس لها تفسير طبى

رئيس الوزراء الأسبق
رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون

عاد رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون لصدارة المشهد السياسى من جديد، بعد فترة صمت إجبارى منذ سبع سنوات، إثر تعرضه لحالة طبية نادرة أصيب خلالها بغيبوبة تامة ناتجة عن جلطة فى المخ.. واليوم أكد أطباء أمريكيون وإسرائيليون وجود نشاط ملحوظ فى وظائف مخ شارون بعد كل تلك الفترة التى غاب فيها عن الوعى.

وقالت جامعة بن جريون بجنوب إسرائيل: إن متخصصين فى علم الأعصاب بالجامعة بالتعاون مع مارتن مونتى الأستاذ بجامعة كاليفورنيا الأمريكية فى لوس أنجلوس، أخضعوا شارون (84 عامًا) لاختبارات رائدة لمدة ساعتين تم خلالها تسجيل النشاط فى المخ بالرنين المغناطيسى لمعرفة مدى استجابته للمؤثرات الخارجية، حيث تم عرض صور لعائلته وإسماعه صوت ابنه، وأشارت الجامعة إلى أن شارون استجاب لهذه المؤثرات مما يؤكد استجابته لجزء من نشاطه الذهنى.
واستنادًا إلى هذه المؤشرات، أوضحت الجامعة أن نتائج الاختبارات التى خضع لها شارون للتأكد من مستوى الوعى لديه كانت "بسيطة وليست قوية للدرجة"، وأنه تم نقل المعلومات من العالم الخارجى إلى مخ شارون، إلا أن هذا الدليل لا يؤكد بوضوح ما إذا كان يتلقى هذه المعلومات عن وعى أم لا.
أصيب شارون فى يوم الأربعاء 4 يناير 2006 بجلطة سببها نزيف دماغى حاد سبب له فقدان وعيه، وقد أدخل إلى مستشفى (هداسا عين كرم) فى القدس حيث أجريت له عملية أولى دامت 6 ساعات، ورغم استقرار حالته الصحية نتيجة العملية، فلم يعد إلى وعيه، ومنذ ذلك اضطر الأطباء لإعادته إلى غرفة العمليات بضع مرات بعد أن اكتشفوا وجود مناطق أخرى فى الدماغ تعانى من النزيف، ومشاكل طبية أخرى.
وفى 28 مايو 2006 نقل شارون إلى مستشفى (شيبا) فى رمات جان بجانب تل أبيب، وفى مقابلة صحفية فى 17 سبتمبر 2008 قال الطبيب المسئول عنه: إنه فى حالة الوعى الأدنى حيث يحس بالألم ويرد "ردًا أساسيًا على سماع صوت أقربائه"، مؤكدًا أنه ما زال فى حالة خطيرة دون أن يطرأ تحسن ملموس على حالته الصحية منذ نقله إلى المستشفى.
وفى يوم 12 نوفمبر 2010 تم نقل شارون إلى منزله فى مزرعة الجميز لمدة 48 ساعة كبداية لسلسلة من الزيارات تمهيدًا لإعادته إلى منزله، واستهدفت المرحلة الأخيرة من العلاج إعادته بشكل دائم إلى المنزل عند توفير التسهيلات المناسبة والرعاية الطبية.
وللطب كلمة فى هذا المضمار، إذ يعرف الغيبوبة بأنها حالة من اللا وعى وتتميز عن النوم بعدم قدرة الشخص، الذى دخل فيها على الاستيقاظ، أو الاستجابة بأى شكل من الأشكال لأى مؤثر خارجى كالضوضاء أو اللمس أو غيره، وتحدث عندما تتلف مناطق المخ التى تتحكم فى الوعى ومن بينها أجزاء من جذع المخ والمخيخ.
وقد تحدث الغيبوبة نتيجة الإصابة بعدة أمراض مختلفة أو تناول عقاقير أو نتيجة لإصابة بالدماغ، وأعراضها تتمثل فى عدم تحرك المصاب لكنه يستطيع التنفس من تلقاء نفسه وذلك فى حالة الغيبوبة الخفيفة، وهناك بعض الاستجابات الطفيفة التى يبديها الشخص مثل الهمهمة أو الرمش بعينيه، وذلك مع الإثارة العنيفة.
أما من يدخل فى غيبوبة عميقة، فإنه لا يستجيب عمومًا لأى مؤثرات لكنه يتنفس دون مساعدة، وبعض الانعكاسات الآلية مثل حركات العين، قد تحدث لدى الشخص الذى دخل فى غيبوبة عميقة إذا كان جذع المخ لا يزال يعمل.
ويستطيع الشخص الداخل فى غيبوبة البقاء غائبًا عن الوعى لسنوات طالما أن جذع المخ لا يزال يؤدى وظيفته، فإذا تلف جذع المخ فإن الشخص يصبح بحاجة لمساعدته على التنفس والبلع.
ويؤكد الأطباء أنه إذا بقى الشخص فى غيبوبة لمدة 24 ساعة، ولم تضق حدقتا عينيه عند إنارتهما بضوء، فإن مستقبل الحالة يكون ضعيفًا، فواحد فقط من كل عشرة مصابين بهذه الحالة يمكنه النجاة من غيبوبته، ومن النادر جدًا لمن دخلوا فى غيبوبة عميقة لعدة شهور أو سنوات أن يخرجوا منها، وإذا حدث ذلك فإنهم فى الغالب الأعم يصابون بعته مع نوع ما من الشلل.
صحوة شارون من غيبوبته احتمال ضعيف، إلا أنه قد يكون قائمًا.. والسؤال الذى يطرح نفسه فى تلك الحالة يدور حول مدى استعادته لأهليته الإدراكية وماذا سيفعل بعد إفاقته بصورة كاملة هل سيرضى عن الوضع فى إسرائيل؟ وهل سيحاول استعادة مكانته السياسية؟ هل سيكون مدركًا لما حدث بعد سقوط 7 سنوات من عمره حدث خلالها تغيرات جذرية وجوهرية فى العالم تعيد للأذهان سيرة أهل الكهف؟
الجريدة الرسمية