الثغرات المضحكات في قانون المظاهرات !
لا نعمل بالمحاماة وإنما نعمل بالصحافة.. والتحليل الصحفي ليس إلا مرافعة طويلة في قضية ما تستلزم البحث والفحص والتدقيق والتمحيص لاستخراج نتائج لا تبدو قبل ذلك.. وبنظرة سريعة - سريعة - علي قانون التظاهر نؤكد تضمنه ثغرات خطيرة تفرغه من مضمونه وتجعل الالتفاف عليه وفراغه من محتواه أمرا سهلا لأصغر محام في البلاد ..
فمثلا المادة الخامسة تنص علي ( يحظر الاجتماع العام في أماكن العبادة لغير غرض العبادة) وكان من الأفضل القول ( لغير غرض أداء الشعائر .. فمفهوم العبادة واسع والاهتمام بأمر المسلمين من صميم العبادة ولما كانت الشريعة الإسلامية من مصادر التشريع لذا ستكون البراءة مؤكدة لمن يخالف المادة!
أما بقية النص فيقول ( كما يحظر تسيير المواكب إليها أو التظاهر فيها ) والمواكب أصلا يتم تسييرها من المساجد وليس إليها، كما لم ينص علي حكم التظاهر أمامها.. وهو المستهدف.. وليس التظاهر فيها.. لأنه لا يوجد مجنون يذهب للتظاهر داخل المساجد إلا إن كان سيطالب بالاعتكاف فيها!
أما في المادة السادسة التي تنص علي (أو ارتداء الأقنعة أو الأغطية بقصد إخفاء معالم الوجه) لكن.. ماذا عن الرسوم والألوان التي تغير وتخفي معالم الوجه؟ ويستخدمها مشجعو كرة القدم وبلياتشو السيرك؟ استخدامها غير منصوص عليه.. فلا هي أغطيه ولا هي أقنعة وتدخل في نطاق الفلكلور ليس أكثر! ثم.. ماذا لو كان ارتداؤها ليس لإخفاء معالم الوجه ويتعلل مرتدوها بالخوف من الغازات أو الأتربة أو لإصابته بأي مرض آخر؟!
وفي الماده السابعة: ( يحظر في ممارسة الحق العام في المواكب أو التظاهر أو الاجتماع المبيت في أماكنهم ) وماذا عن من يزعم أنه خرج في الأصل معتصما وليس متظاهرا أو مجتمعا؟ ماذا لمن يتظاهر في مكان ويذهب للاعتصام في مكان آخر غيره؟!
أما في المادة الثامنة فتنص المادة علي ضرورة إبلاغ الشرطة قبل التظاهرة بسبعة أيام عمل علي الأقل مشفوعة بأسماء منظمي المظاهرة أو الموكب أو الاجتماع !! أي أنني يمكنني أن أذهب للحصول علي مظاهرة وأقدم أسماء خصوم لي لا شأن لهم بالأمر علي أنهم منظموها! فضلا عن أن المادة لم تبين سبعة أيام عمل بالنسبة لمن؟ للداخلية؟ وهل يوم الجمعة يحسب علي أنه إجازة أم لا ؟ وهل تحصل الشرطة علي إجازة أصلا ؟؟!
وغدا نستكمل الحديث عن الثغرات المضحكات.. في قانون المظاهرات ولا حول ولا قوة إلا بالله!