رئيس التحرير
عصام كامل

يـوم هـروبـك يـا ريـس!


كل سنة وأنت هارب يا ريس.. فاليوم تمر الذكرى الثانية لهروبك أنت وقيادات جماعتك من السجن- بعد اقتحامه لأسباب غير معلومة حتى الآن- يوم السبت، وهو اليوم التالى لـ"جمعة الغضب" يوم 28 يناير 2011.

أنت يا ريس كنت أول المستفيدين من هروب المساجين من السجون على مستوى الجمهورية.. ولتعلم سيادتك أن سجن 2 صحراوى بمنطقة السجون بوادى النطرون، الذى كنت محبوسًا فيه احتياطيًا، كان من أوائل السجون التى تمت مهاجمتها وإخراج مَنْ فيها.
أنت يا ريس كنت أول الهاربين مع زملائك من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، التى كانت محظورة آنذاك، ووصلت إلى بيتك "مُعزز مُكرم" بسيارة خاصة.. فى حين ظل السجناء الذين أجبروا على الهرب، ولم يكن لهم "دهر"، مطاردين مشردين فى الصحراء حتى وصلوا إلى طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى، وبعضهم دهسته السيارات، وبعضهم من سلّم نفسه لأقرب وحدة عسكرية، خوفًا على حياتهم أو احترامًا للقانون، أملاً فى تخفيف العقوبة.. فلماذا لم تقم بتسليم نفسك يا ريس وتُعلى دولة القانون، إن كنت تدرك معنى "احترام القانون"؟!
هربت أنت يا ريس ومعك معظم المتهمين فى أحداث إرهابية، بالإضافة إلى عدد من المعتقلين السياسيين من جماعتك.. واتصلت بك تليفونيًا قناة الجزيرة مباشر فى وقت كانت فيه الاتصالات مقطوعة عن مصر.. فكيف تم ذلك يا ريس، ومَنْ الذى ساعدك على الهرب؟
لقد ظللت مختفيًا يا ريس بعد هروبك، واستمر البحث عنك لأن اسمك كان من بين كشوف الهاربين التى تم توزيعها على النقاط الأمنية الشرطية والعسكرية.. لكنك كنت مختفيًا فى مكان غير معلوم.. حتى جاء الدكتور عصام شرف، وتولى رئاسة الحكومة خلفًا للفريق أحمد شفيق.. وأصدر شرف بموافقة وزير الداخلية منصور العيسوى، والمجلس العسكرى برئاسة المشير حسين طنطاوى آنذاك، قرارًا بالعفو عن محمد مرسى الهارب من السجن، ومعه عدد من قيادات الجماعة وآخرون.. وبعدها بدأت فى الظهور أمام الناس.. هل نسيت كل ذلك يا ريس؟
يا ريس.. لماذا تهاجم الذين يحاولون اقتحام السجون فى عهدك الآن؟ أليس لهم نفس طموحك وطموح جماعتك للوصول إلى الحكم؟ لماذا تستنكر عليهم أعمالهم "الإجرامية الإرهابية" وهم يسيرون على نهجك ونهج جماعتك؟! لماذا تحرمهم شرف المحاولة للوصول إلى الرئاسة بعد هروبهم من السجن.. كما وصلت أنت إلى الكرسى ياريس؟!

الجريدة الرسمية