رئيس التحرير
عصام كامل

اتفاق جنيف يثير قلق حلفاء أمريكا بالشرق الأوسط.. السعودية متخوفة من النووي الإيراني.. ورفع العقوبات يهدد السوق الخليجية.. فريدمان: واشنطن تسعى لاستعادة علاقتها بطهران

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز: إن الاتفاق النووي الإيراني من شأنه أن يحدث تأثيرا كبيرا على منطقة الشرق الأوسط لم يطرأ عليها منذ اتفاقية كامب ديفيد والثورة الإيرانية عام 1979 مما سيؤدي لإعادة ترتيب القوى في المنطقة.


وأشار فريدمان إلى أن إيران ظلت لمدة 34 عاما بعيدة عن الأنظار وأن الكثير من الدول احتلت مكانها ولكن الآن مجرد التفكير في إيران وعلاقاتها الجديدة مع أمريكا والدول الغربية من شأنه أن يضع حلفاء أمريكا من دول المنطقة كمصر والأردن والسعودية وغيرهم على حافة الهاوية، وخاصة بعد التدخل الإيراني في الأزمات السورية واليمنية والبحرينية واللبنانية وأكبر دليل على ذلك هو الضربة الإرهابية الأخيرة للسفارة الإيرانية ببيروت.

وأشار فريدمان لمقال عبدالرحمن الراشد أحد كبار الصحفيين بالشرق الأوسط الأخير والذي قال فيه: إن المملكة العربية السعودية سيكون عليها حماية نفسها من خطر النووي الإيراني وسيكون ذلك من خلال سلاح نووي أو إبرام اتفاقات من شأنها الحفاظ على توازن القوى الإقليمية وحماية المملكة.

وأشار فريدمان إلى أن الأمر له جوانب كثيرة ففي حالة رفع كل العقوبات عن إيران سوف تتخذ طريقها بعيدا عن السوق الخليجية، كما أنها تعمل على تطوير التكنولوجيا النووية وهو ما لا تملكه الدول العربية.

وأوضح دانيال برومبرغ أستاذ في جامعة جورج تاون وخبير في شئون الشرق الأوسط أن مفاوضات جنيف فضحت مصالح أمريكا وحلفائها تجاه إيران التي أخفاها نظام العقوبات، فقد أدت السنوات الماضية من العقوبات إلى أن يتظاهروا جميعا لأن موقفهم واحد تجاه النووي الإيراني، بينما هم مختلفون حول الهدف من المفاوضات وما ستصل إليه.

ولفت الكاتب الأمريكي لتصريحات مسئولين أمريكيين والذين رأوا أن السبيل الوحيد لنزع فتيل التهديد الإيراني للمنطقة هو إنهاء برنامجها النووي وتغيير طبيعة النظام والعلاقات التي تربط البلدين، وأكدوا أنه في حالة التوصل لاتفاق فإن العديد من الدول صاحبة المصالح في التعامل مع أمريكا والغرب ستكون مخولة داخل إيران بتغيير النظام وخاصة بعد دمج إيران في الاقتصاد العالمي.

وأشار فريدمان إلى أن الطريقة الوحيدة لتحقيق أمن الدول المجاورة لإيران هو تغيير النظام، موضحا أن الهدف النهائي هو إطلاق العنان السياسي لإيران لأقصي حد ممكن ولكن إحكام برنامجها النووي بقدر الإمكان مع استمرار حماية حلفاء أمريكا من العرب وإسرائيل مشيرا لحاجة أمريكا الآن لجون كيري في الشرق الأوسط حيث إن استعادة العلاقات بين أمريكا وإيران هي صدمة موجعة للشرق الأوسط وهو ما سيتطلب مشاورات عديدة مع حلفاء أمريكا.
الجريدة الرسمية