طرد سفير تركيا يلقى ترحيبًا من رموز الحركة الثقافية
لاقى طرد السفير التركي من القاهرة وسحب نظيره المصري من أنقرة، ترحيبا واسعا بين رموز الحركة الثقافية المصرية، واعتبره بعضهم ردًا للاعتبار و"أقل واجب" ضد التدخلات في الشأن المصري.. "فيتو" استطلعت أراء عدد من المثقفين بشأن القرار.
وصف الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، القرار بأنه "أقل واجب" نقوم به في مواجهة "نظام أردوغان" "الأحمق" و"المتطفل"، على حد قوله.
وأضاف الخال الأبنودي، في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن الإدارة التركية تعتقد أن مصر دولة أقل شأنا من بلادهم، ويمكنها أن تصبح "مقاطعة" كما كان سابقًا.
وأوضح الأبنودي، أنه على مصر أن تتعامل بحزم مع كل من يتطاول أو يتآمر عليها، وأن تطبق ذلك على "قطر" لوضع كل "دويلة" في حجمها الحقيقي أمام عظمة الشعب المصري وتاريخه المجيد، ومستقبله الذي يطمح إليه، ولن يتخلى عنه مهما كانت ألاعيب هذين الشيطانين.
واعتبر الكاتب الصحفي سعد هجرس، سحب السفير "صائبا جدا" على الرغم من تأخره، ويُعد بداية لمواقف دبلوماسية مصرية "حازمة".
وأضاف هجرس: إن الساسية التركية حاولت أن تهيمن على مصر عن طريق جماعة الإخوان، باعتبار أن أردوغان فاعل نشط في التنظيم الدولي للجماعة، موضحًا أنه كان يجب على مصر التحرك لاتخاذ موقف رسمي حيال ذلك.
وبشأن تصريحات الرئيس التركي عبد الله جول في أعقاب طرد مصر للسفير التركي، والتي أعرب خلالها عن تمنياته أن يكون ما جرى بين القاهرة وأنقرة "وضعا مؤقتا"، قال هجرس: إن "جول" لا يمثل مشكلة بالمقارنة مع "أردوغان" الذي وصفه بالعضو الفعال في تنظيم "الإخوان الدولي".
"خطوة منطقية"..هذا ما أكده الكاتب الصحفي صلاح عيسى، بشأن طرد السفير التركي، بعد تجاوزات بلاده التي فاقت الحد وحاولت النيل من الكرامة الوطنية.
وأضاف، أن الدولة المصرية تحملت الأفعال التركية لفترة طويلة على الرغم من تدخلها الفظ، وتصديها لإرداة الشعب المصري التي تجلت في ثورة 30 يونيو، وعملت على التحريض على القاهرة خارجيا عبر تعاونها لإصدار قرارات مع مجلس الأمن للإضرار بمصالحنا.
وفيما يتعلق بالموقف المصري تجاه قطر، أكد أن وضع الدوحة يتطلب حسابات أخرى، نظرا لوجود عدد هائل من العمالة المصرية هناك، وهو ما قد يؤخر تطبيق ذلك الإجراء عليها.
من جانبه قال رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والآلات الشعبية، الدكتور انتصار عبد الفتاح، أنه يجب النظر إلى الإجراء الدبلوماسي المصري، من زاوية الحفاظ على العلاقة بين الشعبين لأن الصراعات التي حدثت وستحدث بين الأنظمة والدول، "زالت وستزول".
وتابع عبد الفتاح: أن ما يبقى هو التواصل الإنساني بين الشعوب، وهو ما أكد عليه مهرجان "سماع للإنشاد الديني" في دروته الأخيرة، وكانت الرسالة هي أن تستضيف "مصر الحضارة" على أرضها فرقا موسيقية من كافة دول العالم لتواصل الحضارات وسماع كل منا الاخر.
واستطرد عبد الفتاح، أن التواصل الإنساني لا يمنع العمل السياسي وكان لابد للدولة المصرية، أن تتخذ موقفا حيال تدخلات أردوغان في الشأن المصري الداخلي.