مصر تجفف منابع الإرهاب بطرد السفير التركي..هريدي: احتضان أنقرة للإرهاب تسبب في التخفيض الدبلوماسي.. المنسي: تعبير عن غضب القاهرة من موقف أردوغان تجاه ثورة 30 يونيو.. يسري: طرد السفير طفولة سياسية
بعد أشهر من التدخل التركي في الشأن الداخلي المصري، ومحاولة حكومة أردوغان إرسال عدد من الإرهابيين لمحاربة النظام المصري الجديد، قررت مصر طرد السفير التركي، في محاولة لتجفيف منابع الإرهاب، بتقليص التواجد التركي الدبلوماسي في مصر، وبذلك تقلل من مساعدة الدول الداعمة للإرهاب الذي يهدد أمن مصر.
وأثار طرد السفير التركى حالة من الجدل الدبلوماسي، واختلفت وجهات النظر ما بين مؤيد ومعارض، لذا حاولت " فيتو" التعرف على وجهات النظر المختلفة.
قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن طرد السفير التركي واستدعاء نظيره المصري هو تخفيض دبلوماسي، وليس قطعا للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مضيفًا: أن القاهرة اتخذت موقفها بسبب احتضان تركيا لأشخاص تدعم العنف والإرهاب.
وأضاف هريدي في تصريحاته لـ"فيتو": أن هذا إجراء يتخذ عندما تتوتر العلاقات بين البلدين، وغالبًا ما يغادر السفير غير المرغوب فيه، في حد أقصى يتراوح ما بين 24 ساعة وأسبوع.
وأكد هريدي أن هذا إجراء قوي ينم عن وجود خلل في العلاقات المصرية التركية، بسبب تدخل حكومة أنقرة وتصريحاتها المتعاقبة، المنتقدة للسياسة المصرية، وهو ما يعتبر تدخلا في الشأن المصري الداخلي، بالإضافة إلى احتضان أشخاص تحض على العنف والإرهاب.
وأضاف هريدي: أنه إجراء صحيح وكان من المتوقع أن يتم اتخاذه منذ فترة، وأشار هريدي إلى أن مصر حاولت طوال الخمسة أشهر الماضية، المحافظة على العلاقات "المصرية - التركية" في إطار المودة والمحبة، لكن ما أبدته الحكومة التركية من اتجاه عدواني تجاه الدولة المصرية دفع إلى اتخاذ مثل هذا الإجراء.
وأكد أن المعاملة بالمثل من الجانب التركي هو أمر متوقع، وبما أن السفير المصري موجود في مصر، ستخفض تركيا التمثيل الدبلوماسي، كما فعلت مصر.
وأشار هريدي إلى أن عودة العلاقات التركية المصرية مجددًا تتوقف على السلوك التركي، وتغيير سياستها تجاه مصر.
وقال السفير محمد المنسي مساعد وزير الخارجية السابق للشئون القنصلية: إن طرد السفير التركي رد قاس على ما تقوم به تركيا من تجاوزات ضد مصر.
وأشار إلى أن ما حدث هو تخفيض من سفير إلى قائم بالأعمال، وهو ما يعني - في العلاقات الدبلوماسية - أنه تخفيض للعلاقات، وليس قطعا لها.
وأضاف: أن العلاقات بين الدول قائمة على المعاملة بالمثل، فليس بالغريب أن تقول تركيا إننا نتعامل مع مصر بالمثل.
وأشار المنسي إلى أن قطع العلاقات نهائيا لا جدوى منه، وأن ما حدث هو تعبير عن غضب مصر من الموقف التركي تجاه ثورة 30 يونيو.
وتوقع أن تتدخل دول صديقة للبلدين في محاولة لتقريب وجهات النظر وتهدئة الأجواء المتوترة بين البلدين.
وأكد أن قطع العلاقات أمر بالغ الخطورة وتترتب عليه أحداث لا نتوقعها، ولا بد من اتخاذ التفكير العقلاني منهجا في ظل هذه الظروف، مع إحداث توازن في رد الفعل المصري في الفترة المقبلة.
فيما قال السفير إبراهيم يسري مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن طرد السفير التركي يعد طفولة سياسية، فالاختلاف السياسي بين الدولتين لا يصل إلى درجة طرد السفير.
وأضاف يسري لـ" فيتو": أن طرد السفير غير جائز في القرن الواحد والعشرين، مشيرا إلى أن هناك إجراءات أخف من طرد السفير وهو استدعاء السفير المصري للتشاور معه.
وأضاف: من المفارقات أن مصر لم تطرد السفير الإسرائيلي رغم العداوة المصرية الإسرائيلية، وتم طرد السفير التركي لمجرد استمرار ترديد حكومته لكلمة انقلاب.
وأشار إلى أن تقارب وجهات النظر والحوار كان حلا أفضل من طرد السفير.. وطالب الحكومة المصرية بممارسة السياسة والبعد عما أسماه بـ"شخصنة الأمور".