رئيس التحرير
عصام كامل

«أردوغان بتركيته» طير إنت.. طرد السفير أقوى رد على التدخل ومحاولات التأليب.. سقوط الإخوان يعرض المصالح التركية للخطر ويقضي على حلم «المحور».. «تركيا» الملاذ الآمن لاجتماع

 رئيس الوزراء التركي
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان

كان الرد المصري قويًا على مواصلة الحكومة التركية بقيادة رجب طيب أردوغان بذاءاتها وتطاولها وتدخلها في الشأن المصري، وتمثل في طرد السفير التركي من مصر وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية معها إلى درجة القائم بالأعمال. وجددت مصر اتهامها لأنقرة بالتدخل في الشئون الداخلية و"محاولة تأليب المجتمع الدولي ضد المصالح المصرية".

وتشهد العلاقات بين البلدين حالة من التوتر الحاد نتيجة لرفض السلطات التركية مسار ثورة 30 يونيو وخارطة الطريق التي جاءت لتعبر عن رغبة الشعب المصري بدعم من قواته المسلحة فسرعان ما بدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في توجيه بذاءاته ضد الشعب والجيش واصفا فيها ما حدث في مصر بالانقلاب العسكري كما امتدت بذاءات أردوغان لتطال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والذي تكلم عنه بطريقة مسيئة.

وقبل أحداث ثورة 30 من يونيو اتسمت العلاقة بين البلدين بالمرونة وكان نتيجة هذا التقارب مجموعة من التطورات المتلاحقة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، خلال فترة حكم المعزول وجماعته لدرجة أن تركيا تدخلت في شئون الأمن الداخلي لمصر.

وتورطت في بعض القضايا الشائكة التي تتعلق بطبيعة عمل بعض الأجهزة السيادية، وذلك بمقتضى طلبات قدمت من جماعة الإخوان المسلمين للاستفادة من الخبرة التركية في هذا المجال وساعدها على ذلك رغبة السلطة الحاكمة في خلق ما يمكن أن يطلق عليه "أجهزة أمنية موازية" يمكن أن تحظى بثقة جماعة الإخوان المسلمين، ولكن انقلب المشهد رأسا على عقب بعد أحداث ثورة 30 يونيو نتيجة لأطماع تركيا السياسية.

وطبقا لأحد التقارير الصحفية قطع أردوغان إجازته القصيرة للقاء رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدمانفي بداية اندلاع أحداث ثورة يونيو والذي أكد من وجهة نظره أنها ليست مجرد ثورة ضد الرئيس السابق محمد مرسي وحسب، وإنما "انقلاب" ضد رئيس الوزراء التركي ذاته.

كونه استثمر سياسيا واقتصاديا وإعلاميا في علاقته بإخوان مصر، واعتقد أن بإمكانه أن ينشئ تحالفا إستراتيجيا مع أهم دولة عربية، من خلال علاقاته الخاصة مع الإخوان، التي حاول دعم الفرع السوري منها أيضا ماديا وعسكريا، ليتشكل بذلك محور ثلاثي بين مصر وتركيا وسوريا.

كما أن رئيس الوزراء التركي لعب دورا أساسيا في تحريض الرئيس المعزول على رفض الأطروحات والمبادرات التي قدمت له من جهات مختلفة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة أو الشروع في دعوة الناخبين للاستفتاء على استكمال مدته، وكان وراء ذلك تخوف أردوغان من خسارة مرسي لهذا الامتحان الانتخابي، بما قد يعرض مصالح تركيا إلى أضرار بالغة.

وعقب عزل مندوب الإخوان مرسي استشاط اردوغان غضبا فهاجم مصر بكل الطرق واتخذ العديد من المواقف والإجراءات الرسمية حيث تعمد رئيس الوزراء التركي أردوغان وصف ما حدث في مصر بالانقلاب العسكري وانتقاده لمن يسانده، من خلال العديد من خطاباته في المؤتمرات واللقاءات الصحفية منها كلمته بمركز "القرن الذهبي" للمؤتمرات، في إطار حفل معايدة نظمه فرع "إسطنبول" لحزب العدالة والتنمية.

وكلمته يوم 12 يوليو في مدينة «بينجول» التركية، والتي أكد فيها أيضًا على أن ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري استهدف إرادة الشعب وحقه الديمقراطي ثم انتقاده لشيخ الأزهر أحمد الطيب بقوله إنه قد "شعر بالإحباط عندما رأى شيخ الأزهر يؤيّد الانقلاب العسكري في مصر"،.

مضيفًا إن "التاريخ سيلعن الرجال أمثاله كما لعن التاريخ أشباهه من العلماء في تركيا من قبل"، الكثير من المواقف التي أدت إلى غضب المصريين من الجانب التركي.

أيضا قامت وزارة الخارجية التركية باستدعاء سفيرها لدى القاهرة للتشاور بعد الإدانة القوية من أنقرة لما اعتبرته تعسفًا من قوات الأمن المصرية وإفراطًا في استخدام القوة ضد المتظاهرين المؤيدين للرئيس السابق محمد مرسي، وهو الأمر الذي قابلته الخارجية المصرية بتحرك مماثل فاستدعت السفير المصري لدى أنقرة في اليوم التالي، وأعلنت وقف التدريبات البحرية المشتركة "بحر صداقة" مع أنقرة، التي كان مقررًا تنظيمها في الفترة من 21 إلى 28 أكتوبر 2013 في تركيا.

ولم تتوقف الحكومة التركية عند هذا الحد بل طالبت المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية، إلى وقف ما وصفته بـ "المجزرة" في مصر، وإدانة الرئيس التركي، عبد الله جول، فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر.

مؤكدًا أن هذا الأمر "غير مقبول"، معربًا عن خشيته من تحول الوضع في مصر إلى نزاع مماثل لما يحدث في سوريا وهو ما قابلته مصر برد فعل رافض نظرا لأن ذلك يعد تدخلا في الشأن المصري.

وفي مدينة البورصة بغرب تركيا رفع أردوغان علامة النصر برابعة العدوية مؤكدا أن ميدان رابعة العدوية هو رمز الرافضين للانقلاب.

وعلي الجانب الآخر كانت تركيا هي الملاذ الآمن للإخوان عقب الثورة لقد احتضن أردوغان بتركيته اجتماعات تنظيم جماعة الإخوان المسلمين الدولي لأكثر من مرة وفي كل مرة كان يعقب الاجتماع كارثة كان التنظيم يتفق عليها ما بين تفجير وحادث اغتيال وكأنها كنت رسائل موجهة لمصر تدق ناقوس الخطر، فعقب آخر اجتماع لهم تم تفجير سيارة مفخخة استهدفت مجموعة من المجندين أودت بحياة 11 منهم.
الجريدة الرسمية