رئيس التحرير
عصام كامل

فكرتهم: الجيش عدو والدماء واجبة‏


شغلهم الشاغل هو محاولة إقناعك بأن الخونة فصيل وطني، وأن إعدادهم لقتلك وتهريبهم للسلاح وتدريب أفراد علي مواجهة الجيش والشرطة ليس إلا رد فعل منهم علي ما يتعرضون له!!


مهمتهم في مصر إثبات أن الخيانة عمل شريف ليس شيئا سيئا، يمكنك من الحصول علي سيارة ودخل مستمر بالإضافة لمتابعين كثر علي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إنهم يبثون فكرا هو منتشر بالأساس بين التكفيريين وشيوخ الفضائيات والإخوان، وكان لا يصرح به علانية ولكن في العامين الماضيين تمت إزاحة الستار عنه، وتم إثبات أن سب الوطن شىء غير سيئ وأن حرق علمه ليس به مشكلة فهو قطعة قماش لا تساوي وإنما المهم هي الدماء وإن ساءت الظروف بالنسبة لهم وسقطت دماء من الجنود والضباط يتم تغيير الكلام ألف درجة وتخرج كلمة (واجبهم يموتوا وبياخدوا فلوس عشان يموتوا )، وعندما تستفسر عن الجملة التي صدعوا الجميع بها بأن الدم كله حرام تجد علامات غباوة وغيظ ونفور وكراهية ترتسم في الأرجاء قادمة إليك ولسان حالهم "هتقرفنا ولا إيه في أيامك السودة دي".

ويستزيدوا في الخيانة بقولهم الجيش لازم يتحل، وأن القادة فاسدون وأن اقتصاد الجيش يستحوذ علي اقتصاد الدولة ويأكل خيراتها ويخرجون لك مقالة من معهد كارينجي الأمريكي "كتبها يزيد الصايغ أن اقتصاد الجيش 50% أو 80% وكله ( في الكليتش) وأرجعكم لمقال د.أحمد السيد النجار الذي كتبه بعنوان "ماذا يريد الغرب من اقتصاد الجيش المصري؟"

وأثبت حسابيا أن اقتصاد الجيش 1,8% من إجمالي الناتج المحلي وأن الإشاعات التي تروج عن أنه 40% أو 50% هي محض افتراءات موجودة بـدراسات أمريكية مدسوسة يستعملها سياسيون شغلهم الشاغل هو الكذب ثم الكذب وكل ما عاب عليه د.أحمد السيد النجار في مقالته هو أن للجيش شركات تعمل بالقطاع الخدمي والمدني لا تخضع للضرائب واستزاد في مقاله بتقرير البنك الدولي عن أن الإنفاق العسكري في مصر يبلغ 2% من الناتج المحلي. 

ولكن هؤلاء المرضي كلما سد أمامهم باب يحاولون فتح غيره وهكذا، ولكن للأمانة هم ينفذون الدرس الذي حصلوا عليه من الخارج بكل أمانة ودقة ولما لا فكلما التزموا بالخطة كلما استمر التمويل وكلما آمنوا عدم فضحهم وهكذا وزادوا في المزايدات علي الجميع محاولين إظهار أنفسهم أنهم أطهار وطنيون وهناك الكثير من المغيبين يتبعونهم، وطالما أن الدولة تعاملهم بمنطق تحاشيهم حتي إشعار آخر، فيخيل لهم أنهم قادرون علي فعل أي شىء وأنهم فوق الدولة والوطن !!

ملخص الدرس الذي يجاهدون لتنفيذه، لا يوجد وطن ولا انتماء والجيش عدو والإخوان شركاء بالوطن، وعلم الدولة قطعة قماش ودماء الجنود واجبة ودماء الإرهاب حرام.. لغو ثم لغو، يجد آذانا صاغية من المغيبين المبهورين بالأشخاص الذين اعتبروهم مفكرين ومثلا أعلي فاتبعوهم، ومن يفيق منهم يكون أكثر أعداء تلك الفكرة، فكرة ألا وطن والجيش عدو والإرهاب جهاد والدماء واجبة !

وفي النهاية :
عزيزي في البيت الأبيض.. أنت لا تعلم ماذا يحدث خلف مصنع الكراسي الموجود علي أرض مصر.
ibra_reda @Twitte
الجريدة الرسمية