رئيس التحرير
عصام كامل

دعوة أممية لـ«تضامن أوربي» في مواجهة أزمة اللاجئين السوريين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

دعا المفوض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين إلى تضامن أوربي لتمكين بلغاريا من مواجهة تدفق كبير للاجئين القادمين بغالبيتهم من سوريا، فيما أعلنت ستة فصائل إسلامية تشكيل جبهة عسكرية لإقامة دولة إسلامية بعد الإطاحة بالأسد.

قال المفوض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين انطونيو جوتيريس في مؤتمر صحافي عقده اليوم الجمعة إن "من المهم جدًا أن تبقي البلدان الأوربية أبوابها مفتوحة أمام اللاجئين السوريين، وأن يتجلى التضامن الأوربي بكل أشكاله"، وذكر بشكل خاص بلغاريا "ذات الموارد المحدودة" والواقعة "على الحدود الخارجية للاتحاد".

واستقبلت بلغاريا، أفقر بلدان الاتحاد الأوربي، نحو 10 آلاف مهاجر غير شرعي منذ بداية السنة، بينهم 60 بالمائة من السوريين. 

وحاولت السلطات التي لم تكن مستعدة بشكل جيد لمواجهة تدفق اللاجئين مدارس وثكنات مهجورة بصورة عاجلة إلى مراكز لإيواء طالبي اللجوء، وهي تستعد لإقامة منطقة عازلة على حدودها مع تركيا لاحتواء هؤلاء الواصلين.

ووعد المفوض الأعلى من جهة أخرى السلطات البلغارية بمساعدة تقنية للمراكز المكتظة باللاجئين الذين "يعيشون في ظروف مأساوية". 

وسيحدد فريق تقني من المفوضية العليا للاجئين مجالات التعاون مع السلطات البلغارية. وأكد جوتيريس "نستخدم مواردنا وقدراتنا للعمل مع الحكومة البلغارية من أجل تلبية الحاجات الملحة لهؤلاء الناس".

ووجهت منظمات غير حكومية، مثل منظمة العفو الدولية وأطباء بلا حدود، انتقادات حادة للظروف "المؤسفة" و"غير الإنسانية" في هذه المراكز الموجودة في بلغاريا. 

وتحدثت عن مخيم هرمنلي في جنوب البلاد على الحدود مع تركيا، حيث يقيم اللاجئون في خيم وشاحنات صغيرة.

وزار جوتيريس الذي ترافقه المفوضة الأوربية للمساعدة الإنسانية البلغارية كريستالينا جورجيفا، في صوفيا مدرسة قديمة تحولت إلى مخيم للاجئين. 

ووعد جوتيريس الذي انهالت عليه مطالب اللاجئين بتسريع إجراءات منحهم وضعًا شرعيًا".

ومن جانب آخر قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة إنه يجب على الدول الغربية أن تقنع المعارضة السورية بحضور المحادثات المقترحة مع حكومة الرئيس بشار الأسد في جنيف وعبر عن أمله في عقد المؤتمر في أسرع وقت ممكن. 

وبعد أخذ ورد، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون هذا الشهر إن الموعد المستهدف الآن لعقد مؤتمر جينيف هو منتصف ديسمبر.

وقال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان "حملت روسيا على عاتقها مسئولية إقناع القيادة السورية. قمنا بدورنا. والدور على شركائنا لإقناع المعارضة." 

وعبر بوتين واردوغان عن آراء متباينة بشدة بخصوص المسئول عن إراقة الدماء في سوريا.

الإعلان جبهة عسكرية تضم ستة فصائل إسلامية

وفي تطور لافت، أعلنت أكبر ستة فصائل إسلامية في المعارضة السورية اليوم الجمعة تشكيل جبهة إسلامية جديدة لتصبح أكبر تحالف لمقاتلي المعارضة حتى الآن منذ بداية الصراع قبل عامين ونصف العام.

وحاولت قوات المعارضة المتشرذمة مرارًا توحيد صفوفها لكن جهودها كانت تبوء بالفشل. وقال قادة معارضون إسلاميون في تسجيل فيديو بثته قناة الجزيرة الإخبارية إن اتحادهم الجديد لن يسعى فقط للإطاحة بحكم بشار الأسد بل أيضًا وإلى إقامة دولة إسلامية.

وقال أحمد عيسى الذي يقود ألوية صقور الشام إن هذا التحالف "تكوين سياسي عسكري اجتماعي مستقل يهدف إلى إسقاط النظام الأسدي في سوريا إسقاطًا كاملًا وبناء دولة إسلامية راشدة تكون فيها السيادة لله عز وجل وحده مرجعًا وحاكمًا وناظمًا لتصرفات الفرد والدولة".

ويقوض الاندماج قيادة الجيش السوري الحر العلماني الذي كان ذات يوم ينظر إليه باعتباره مظلة رمزية لجميع المعارضين لكن ضعف بسبب الاقتتال الداخلي والانشقاق. وقد يمثل ذلك تحديًا لصعود فصائل ترتبط بتنظيم القاعدة الذي زادت قوته بدرجة كبيرة مع ضعف فصائل أخرى.

ومن بين الجماعات الرئيسية التي انضمت للجبهة جماعات قوية منتشرة في أنحاء البلاد مثل أحرار الشام وصقور الشام والجيش الإسلامي. وانضم كذلك لواء التوحيد الذي قاد هجومًا في أغسطس 2012 مكن المعارضين من الاستيلاء على أجزاء كبيرة من أراضي مدينة حلب وأجزاء أخرى في شمال سوريا. 

ولا ينظر لهذه الجماعات باعتبارها بنفس درجة تشدد الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وميدانيًا، سيطر مقاتلو المعارضة السورية المسلحة الجمعة بشكل شبه كامل على مدينة دير عطية ذات الغالبية المسيحية في منطقة القلمون شمال دمشق، حيث أحرز النظام خلال الأيام الفائتة تقدمًا كبيرًا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان والائتلاف السوري المعارض.

وقال المرصد السوري في بريد الكتروني "تمكن مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وعدة كتائب مقاتلة من فرض سيطرتهم بشكل شبه كامل على مدينة دير عطية التي تعتبر من أهم معاقل النظام في القلمون". 

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ردًا على سؤال لوكالة فرانس برس إن قوات النظام لا تزال موجودة في مشفى المدينة وعلى تلة صغيرة عند أطراف المدينة بالقرب من طريق حمص دمشق العام.

وأكد الائتلاف في بيان سيطرة الجيش الحر على المدينة.




م. س/ ع.غ ( رويترز، أ ف ب)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية