رئيس التحرير
عصام كامل

إحنا آسفين يا شهيد


قدمت روحك هدية لمصر يا شهيد ولكننا حتى تاريخه خزلناك وللأسف لم نعرف من قتلك فكيف ستشعر أم الشهيد وهى لم تأخذ قصاص ابنها كما لم ترى ما استشهد من أجله ابنها قد تحقق .. فأنت يا شهيد بشجاعة وبجسارة وبدمك .

رفضت التوريث .... فقبلنا التمكين .
رفضت التزوير .... فرضخنا لمطابع الأميرية .
رفضت التخوين .... فاتُهمنا بالتكفير.
رفضت الداخلية .... فابتلينا بالمليشيات .
رفضت تخليهم يتسلوا .... فقبلنا موتوا بغيظكم .
رفضت الطويل (نظيف) .... فلبسنا القصير (قنديل ) .
رفضت سرور .... فأهلًا بالكتاتنى .
رفضت الظلم .... فمرحبًا بالقهر .
رفضت العادلى .... فدوبنا بعده خمسة وزراء .
رفضت مبارك .... فخلينا مبارك.
رفضت جمال وعز .... فاختزلناهم فى واحد ألا وهو خيرت اللى مش شاطر .
رفضت البطالة .... فقضيناها اعتصامات وإضرابات وقطع طرق ومليونيات وجبنة نستو يا معفنين .
رفضت الفشل .... فخضعنا للفاشية .
رفضت التعويم .... فخلينا مصر عايمة ومعاها الجنيه .
رفضت أمن الدولة .... فغيرناها لأمن المرشد .
طلبت العيش .... فخدنا ثلاثة أرغفة .
طلبت الحرية .... فحاصرنا الإعلام .
طلبت العدل .... فعليه العوض فى مؤسسة القضاء .
طلبت الكرامة .... يعنى إيه كرامة ترجم لو سمحت .
طلبت الديمقراطية .... فمشناها صناديق وبس ( صناديق الانتخابات + صناديق الموتى ).
طلبت تداول السلطة .... فخدنا مناولة السلطة .
طلبت عدم الخنوع لأمريكا .... فخنعنا لقطر ( ياكسفتى ).
طلبت النهضة .... فأكلنا الفنكوش .
طلبت عدم التطبيع .... فلزق الرئيس أحلى طابع بوستة وأرق جواب لرئيس إسرائيل الصديق، مع دعوة رقيقة لعودة اليهود لمصر ( طبعنى طبع ) .
طلبت أن يحكم الشباب .... فاستمر حكم العواجيز مع شوية صبغة لشعرهم وكلامهم، أما الشباب أما فى الميادين ثائر أو مصاب أو مسجون أو شهيد أو مقتول( فى قطار أو مزلقان أو ميكروباص أو فى الدائرى أو فى عربية أمن مركزى أو واقف فى البلكونة أو نايم فى عمارة تحتها صرف مش صارف أو بيخدم وطنه فى رفح أو بيشجع فى ماتش )
طلبت دستور لكل المصريين .... فخدنا دستور غريانى مغرى لنصف المصريين .
طالبت بالقضاء على الفساد .... فاحتضناه ومعاه انفلات أمنى وأخلاقى .
طالبت بأن لا يدخل الدين فى السياسة .... فجوزناهم لبعض وجابوا بيبى صغير اسمه الحرية والعدالة .
طالبت مصر بالريادة .... فخليناها شحاته .
طلبت إسقاط الدولة العميقة .... فخدنا الدولة العميقة وغطسنا ومقبش إلا الإخوان وكأنك يا شهيد ضحيت بشبابك وبدمك وبفرقة أهلك الغاليين علشان إخوانا الإخوان.
هفضل أقول إحنا آسفين يا شهيد لحد ما اللى إنت طلبته يتحقق وهقول لأم الشهيد ارفعى راسك ولا تحزنى على ابنك وإنما احزنى على حالنا .
وأخيرًا على رأى الشاعر العظيم اللى انا مش عارف اسمه حين تصور أن شهيد 25 يناير الحزين قابل شهيد 73 المنتصر وقاله:
مت عشان أنا مش قاتل.. ومت انت عشان إيدك أبطأ من القاتل.

الجريدة الرسمية