رئيس التحرير
عصام كامل

عفوًا يا سيسى!


لا يستطيع أحد أن ينكر الحقائق أو يهرب منها أو حتى يتجاهلها، مثل أن جماعة الإخوان لم تكن فصيلا وطنيا تعى مفهوم الدولة، وأن مشروعهم بعيد كل البعد عن حدود وحضارة مصر، وأن الجماعة ترعى الإرهاب وتغذيه.. هذه حقائق نفهمها وندركها كمصريين يوما بعد الآخر، ويزداد الشعور بهذا فى مواقف بسيطة مثل هتافهم باسم غانا بعد خسارة المنتخب المصرى بسداسية، فى اعتراف أكيد بأن انتماءهم لم يكن أبدا لمصر.. هذه حقيقة مؤكدة.


وإذا كانت هناك حقيقة أخرى تتعلق بوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، أنه انحاز لثورة ٣٠ يونيو باسم الإرادة الشعبية المصرية، ولمع اسم السيسي وسطع نجمه ليس فقط كوزير للدفاع وإنما كزعيم تحدث فى خطاباته كما لم يتحدث أى وزير دفاع من قبل.. حديثه مختلف ولهجته أيضا مختلفة، آمن المصريون به ليس كوزير للدفاع فى زيه العسكرى وإنما زعيما وثقوا فيه وأحبوه وأعطوه تفويضا لمواجهة الإرهاب، فهل نجح السيسي فى وأد الإرهاب؟

كل المؤشرات تؤكد أن هناك تقصيرا أمنيا شديدا فى سيناء، وأن توجيه الضربات بهذا الشكل والزخم فى وقت متقارب ومتوالى يؤكد أن التصريحات المعسولة للسيسي لم تعد تجدى مع المصريين، حتى ولو كان هناك إرهاب منظم تقوده أجهزة مخابرات دول أخرى، لإضعاف الدولة المصرية وإجبارها على التفاوض مع الإخوان، وأن رسالتهم واضحة فى أنهم يستطيعون أن يوجهوها فى أى مكان داخل عمق مصر ولو كانت كنيسة أو ضابط أمن وطنى مسئول عن ملف الإخوان.

الأمر خطير، والحقائق تتضح تدريجيا، وإذا كانت الدولة المصرية قبل ٢٥ يناير، وكان السيسي وزيرا للدفاع وتوالت هذه العمليات الإرهابية تباعا فى مناطق خاضعة لنفوذ الجيش، فإن منصبه سيكون مهددا وبشدة، لكن السيسي لم يكن فى ذلك الزمن، واختلفت كثير من الأشياء لإطلاق الأحكام، لكن الأكيد أنه إذا تكررت مثل هذه العمليات الإرهابية قريبا أو حتى قرب الاستفتاء على الدستور أو الانتخابات البرلمانية، فإن صورة السيسي ستهتز لدى الرأى العام المصرى الذى خرج يفوضه لمواجهة الإرهاب، وستغيب الكاريزما، وهو تحد يجب أن يدركه السيسي، فى أن أى قصور أمنى آخر سيشكل تهديدا على مصر.
الجريدة الرسمية