رئيس التحرير
عصام كامل

«نيويورك تايمز»: مصر قتلت حلم تركيا بقيادة المنطقة.. أرودغان عاد للحليف الشيعي بعد تحطم آمال الإمبراطورية السنية.. وأوغلو يخطب ود الشيعة بارتداء الملابس السوادء.. مؤيدو المعزول «الدعم ا

 صحيفة نيويورك تايمز
صحيفة نيويورك تايمز الامريكية

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن إطاحة الجيش المصري بالرئيس المنتمي لجماعة الإخوان، محمد مرسي، أفقد حكومة رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، حلفاءها الإسلاميين في المنطقة وبدد آمالها في إقامة إمبراطورية سنية.

وتابعت الصحيفة في مقال بعنوان "تركيا وحلفاؤها يتخبطون وطموحاتهم تبددت في قيادة الشرق الأوسط"، نشرته اليوم، أنه مع قتل مئات من المتظاهرين في مصر، قُتل طموح تركيا في بناء "المحور السني" وجماعة الإخوان.

وأوضحت الصحيفة أن تركيا كانت تدعم "إخوان مصر" بحثا عن مزيد من النفوذ الإقليمي، في ظل وجود حليف يتبنى نفس الأيدلوجيات، لافتة إلى أن المتظاهرين المؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي، باتوا يمثلون الدعم الأخير لجهود أنقرة لبناء محور سني جديد في السلطة.

ولفتت الصحيفة، إلى أن تركيا تعيد النظر في جهودها الرامية إلى إعادة تشكيل المنطقة ويسعى "أردوغان" إلى التواصل مع القوى الشيعية في المنطقة المتمثلة في العراق وإيران.

وذكر "سوات كينيكلي أوغلو"- المسئول السابق في حزب العدالة والتنمية الحاكم، ويدير حاليا مركز أبحاث بتركيا، أن الرومانسية لم تعد موجودة بعد في العلاقات بين الدول والمصالح الخاصة.

وأضاف المحلل التركي، أن المثالية في التحالف السني تحول إلى نهج أكثر واقعية يتركز على تأمين الوصول إلى النفط والغاز وتحسين الاقتصاد والظروف بالنسبة للشركات التركية وإيجاد طريقة للخروج من الصراع المستعصي في سوريا، والعودة إلى شعار "لا مشاكل" مع الجيران.

وأشارت الصحيفة إلى ما اعتبرته من المؤشرات الأكثر لفتا للأنظار وللتحول، المتمثل في زيارة وزير الخارجية التركي "أحمد داود أغلو" إلى بغداد والتي أكد فيها على أن التعاون بين البلدين ليس له حدود.

ودللت الصحيفة على إعادة تركيا النظر في علاقتها، أن وزير الخارجية التركي، ذهب إلى العراق مرتديا الزي الأسود رمزا للحداد الذي يعتبر أساس للمعتقد الشيعي، وصلى في الضريح الشيعي والتقي كلا من "آية الله على السيستاني" و"مقتدى الصدر".

وكان "أوغلو" قد استضاف نظيره الإيراني في تركيا، ويقول مسؤولون إن رئيس الوزراء التركي "أردوغان" من المقرر أن يزور بغداد وطهران قريبا، على الرغم من التباين والاختلاف بين توجهات العاصمتين باعتبارهما من أشد المؤيدين لحكومة "بشار الأسد"ـ=، فيما تدعم أنقرة الجماعات المسلحة التي تهدف لإسقاط النظام السوري.

وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا تراجعت وحاولت التماشي مع مسار الدبلوماسية في الوقت الذي نادي المجتمع الدولي بحل سياسي للصراع، وهو ما رأته تركيا أفضل خوفا من صعود المتطرفين الإسلامين الذين باتوا مصدر تهديد على طول الحدود مع تركيا.
الجريدة الرسمية