رئيس التحرير
عصام كامل

«مصر ترتدي أجمل ثياب الديمقراطية».. «ذا هيل»: سياسة واشنطن تجاه القاهرة «غامضة».. أوباما أصاب المصريين بخيبة أمل.. البيت الأبيض مطالب بالابتعاد عن الشئون المصرية الداخلية

جانب من زيارة الوفد
جانب من زيارة الوفد الروسي للقاهرة

قالت صحيفة «ذا هيل» الأمريكية المعنية بشئون الكونجرس الأمريكي: إن هناك إجماعا بين النخب السياسية في مصر على أنه لا يوجد بلد يمكن أن يحل محل العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، ولكن في نفس الوقت تسيطر على أروقة السلطة في الشرق الأوسط مشاعر قوية بخيبة الأمل تجاه البيت الأبيض والرئيس باراك أوباما.


وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى اللقاءات التي أجريت مؤخرًا مع مسئولين حكوميين وشخصيات سياسية رئيسية أمريكية، وهذا يدل على أن مصر ما زالت مصممة على الحفاظ على علاقات قوية مع واشنطن، وعقب هذه اللقاءات زار وفد روسي القاهرة، ومع ذلك يجب ألا ينظر للتعاون المصري الروسي على أنه محور بعيد عن واشنطن.

وذكرت: «يجب ألا نتفاجأ بقدوم الوفد الروسي لمصر بعد قرار البيت الأبيض بتعليق جزء من المساعدات العسكرية المقدمة لجيشها، ما جعل القاهرة تضطر بطبيعة الحال توسيع علاقات التعاون الأمني مع الدول الأخرى للحفاظ على الوطن وتوفير الأولويات الأمنية الأساسية للبلاد».

ولفتت «ذا هيل» الأمريكية إلى أن قرار أوباما بحجب المساعدات يؤثر على مسار السياسة الداخلية في مصر، وجعل كبار المسئولين في مصر يشعرون بأن أوباما ارتكب خطأ كبيرًا في حساباته تجاه القاهرة، مضيفة: «محاربة الجيش المصري لبؤر الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، والسماح بتواجد خلايا إرهابية في سيناء بعد عام واحد من تولي جماعة الإخوان الحكم في مصر، أمر خطير بالنسبة للأمن القومي المصري والإسرائيلي وقبل كل شيء يهدد الاستقرار الإقليمي للمنطقة بأكملها».

وتطرقت إلى الهجمات التي يتعرض لها الجيش من قبل الإرهابيين في سيناء والذين نصبوا كمينًا وقتلوا 11 مجندًا، مؤكدة أن هذا الواقع يملي على واشنطن دعم أقوى لجهود الجيش المصري في مكافحة الإرهاب بسيناء، ومع ذلك، حدث العكس تماما عندما قرر البيت الأبيض وقف المساعدات العسكرية وتسليم الأسلحة، والتي شملت السلاح المفضل للجيش وهي طائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي المستخدمة في مكافحة الإرهاب.

وشددت الصحيفة على أن هذا الأمر مفهوم بعد أن اتضح أن هناك توترا هائلا بين مستشار الأمن القومي سوزان رايس ووزير الخارجية جون كيري، بشأن سياسته تجاه مصر، وهذا النوع من الغموض في سياسة الولايات المتحدة يؤدي إلى تقويض العلاقة المصرية الأمريكية الإستراتيجية ويعرضها للخطر، وتحديدًا في وقت تواجه المنطقة اضطراب شديد.

وأكدت «ذا هيل» أن دعامة العلاقة المصرية الأمريكية لم تعتمد دائما على التعاون العسكري والأمني، وكان استخدام هذه الشراكة كسفينة مساومة على تشكيل السياسة الداخلية المصرية، وجاءت بنتائج عكسية تؤدي فقط المصالح المتبادلة في المنطقة.

ولكن إذا كانت عقلانية سياسة إدارة أوباما التي تستند على حقيقة أنه ينظر إلى عزل مرسي باعتباره خطوة غير ديمقراطية، فمن المهم أن ندرك أن نظام الإخوان لم يكن ديمقراطيا في المقام الأول، وهذا ما أوضحه الإعلان الدستوري لمرسي في نوفمبر عام 2012، والذي منح له صلاحيات مطلقة ووضعه فوق القانون، منتهكا كل مبادئ الديمقراطية.

وحينها تجاهلت واشنطن حملة القمع العنيفة التي لحقت بالمتظاهرين الذين عارضوا قوة مرسي الاستبدادية، وفي ذلك الوقت، وقفت إدارة أوباما إلى جانب مرسي بصمت ولم تقل شيئا عن الديمقراطية، كما اتخذ البيت الأبيض مواقف متناقضة على مدى الثلاث سنوات الماضية ووضع بعض المبادئ فوق المصالح أحيانًا أو العكس، وبالتالي حصل ارتباك في القاهرة، ولكن الديمقراطية تزدهر حقا في مصر الآن والصبر هو مفتاح الحل، لأن الأمر يستغرق وقتا طويلا.

وطالبت صحيفة «ذا هيل» الأمريكية، في ختام تقريرها، بإزالة أي عقبات تعيق العلاقة الأمنية الإستراتيجية الوثيقة بين مصر والولايات المتحدة وبدون إملاءات تتدخل في الشئون الداخلية لمصر، وتحديدًا في الأيام الحالية، لأن الشعب المصري راضٍ عن عزل جماعة الإخوان من السلطة.
الجريدة الرسمية