رئيس التحرير
عصام كامل

"أجواء الحرب الباردة".. الدرع الصاروخية الأمريكية والتقارب المصري الروسي.. موسكو تحذر الغرب من سباق تسلح جديد.. محللون روس: حديث واشنطن عن أمنها القومي كاذب مثل صواريخها التي تروج لها في هوليود

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أثار اتخاذ أمريكا مؤخرا خطوات جديدة في نشر الدرع الصاروخية موجة من الجدل داخل الوسط الروسي المختص بالشأن العسكري، وانعكس القلق من الدرع الصاروخية على تصريحات المسئولين الروس وتحليل الخبراء الإستراتيجيين.

وفي حين يقلل بعض المحللين من الدرع الأمريكية بحجة امتلاك روسيا صواريخ "التوبول أم" و"الشيطان"، يرى آخرون في الصحف الروسية مناخا شبيها بأجواء الحرب الباردة، حيث التهديدات الأمنية العالمية في روسيا بعد بدء المرحلة الجديدة من مشروع الدرع الصاروخية الأمريكية في رومانيا وبولندا، ومناورات حلف الناتو في بولندا مع الحدود الروسية، والتقارب المصري الروسي، ما دفع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو إلى القول، إن الناتو والولايات المتحدة لا يأخذا قلق موسكو إزاء الخطط المتعلقة بالدفاع الصاروخي على محمل الجد.

وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن موسكو مستعدة للتوصل إلى حل وسط مع واشنطن حول الدرع الصاروخية، لكن موسكو ترفض فكرة عدم المساس بهذه المنظومة الصاروخية لما تشكله من خطر على الأمن القومي الروسي، وأكد أن موسكو لا تقبل الحديث عن أن الدرع الصاروخية الأمريكية ليست موجهة ضد روسيا ولا يجب تغيير أي شيء فيها.

يقول فلادمير يفسيف رئيس معهد الدراسات السياسية والفكرية العامة في موسكو، في حديث صحفي مع "صوت روسيا"، إن الدرع الصاروخية أصبحت بالفعل خطرا يهدد روسيا، بعد نشر نظم قتالية جديدة في بولندا، مثل "إيجيس"، لأنها ستعترض الغواصات النووية الروسية في بحر الشمال وبحر النرويج، مضيفا أن وجود سفن "إيجيس" أمريكية في بحر البلطيق والبحر الأسود يبعث على القلق، ويحتم على روسيا التحرك للضغط على واشنطن والناتو لإجراء حوار بناء يضمن لروسيا أمنها القومي، مضيفا أن حجة واشنطن أن الدرع الصاروخية موجهة ضد إيران غير مقنعة، لأن إيران لا تمتلك أي صواريخ عابرة للقارات.

ويوضح يفسيف أن مدى الصواريخ الإيرانية سواء "شهاب3" أو غيره يبلغ 1100 إلى 1600 كيلو متر، أما صواريخ "ساجل2" الإيرانية فيبلغ مداها 2200 كيلو متر، ولم تعد إيران تجري تجارب عليها منذ عام 2011، ولم يدخلها الحرس الثوري الإيراني الخدمة، كما نوه يفسيف أن إيران لم تنشر أيا من صواريخها بعيدة المدى على حدودها الغربية، من أجل عدم إثارة هجوم أجنبي، أو ربما رسالة من طهران إلى أوربا أن صواريخها غير موجهة إلى دول الاتحاد.

ويؤكد يفسيف أن روسيا تجد نفسها مضطرة إلى تطوير خيارات جديدة للتغلب على الدرع الدفاعية الصاروخية، الأمر الذي يمهد الطريق نحو سباق تسلح جديد، كما أكد أن نوايا وأهداف واشنطن كاذبة مثل صواريخها الفاشلة التي تروج لها في هليود.

من جهة أخرى، أثار توقيت بدء المرحلة الجديدة من الدرع الصاروخية الأمريكية ومناروات حلف الناتو في بولندا، علامات استفهام لدى الخبراء الروس ويرى البعض أن التحرك الغربي يهدف إلى الضغط على روسيا كي تفرض على موسكو مراعاة إسرائيل في صفقات السلاح بين القاهرة وموسكو، إضافة إلى ذلك محاولة من القوى الغربية تحييد الموقف الروسي في المفاوضات الإيرانية في جنيف.
الجريدة الرسمية