رئيس التحرير
عصام كامل

استشهاد ابن سنتماى "كسرة" لظهر الأب.. "رياض" كان يعمل بمصنع طوب لتدبير نفقات الأسرة.. أوصى أشقاءه فى آخر أجازة برعاية والده.. يد الغدر قضت على حلمه الجميل

جنازه شهداء العريش-صوره
جنازه شهداء العريش-صوره ارشيفيه

ساعات قليلة تفصل قرية سنتماى التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، عن تشييع جثمان أحد أبنائها البارين بعدما امتدت إليه يد الغدر ومعه 10 من زملائه المجندين بالقوات المسلحة واغتالهم الحادث الإرهابى بشمال سيناء، وقبل تلك الساعات احتشد جميع أقارب الشهيد رياض محمد رياض الديب وسافروا لاستلام جسده الطاهر من القاهرة، بينما تركوا وراءهم حزنا عميقا داخل كل منزل من منازل القرية، لما اتسم به الشهيد من روح طيبة وأخلاق كريمة.


فالشهيد رياض ابن الـ19 عاما من أسرة بسيطة عاش حياته مكافحا ليساعد والده الذي يعمل على سيارة "كسح مجارى"، في تدبير نفقات الأسرة بعدما توفى شقيقه الأكبر منذ عدة سنوات بعدما سقطت عليه سيارة الكسح أثناء عمله مع والده، فلم يجد رياض أمامه سوى أن يكون عاملا بأحد مصانع الطوب ليساعد والده في تربيته شقيقيه الصغيرين ابن 16 عاما و10 أعوام، فقبل 7 أشهر التحق بالجيش وكان يتمنى أن ينتهي من أداء خدمته، ليتزوج ويعيش حياة مستقرة حتى تفاجئ أسرته الأقدار باستشهاده.

وداخل قرية سنتماى التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية انتظر أهالي الشهيد على أحر من الجمر وصول الجثمان، واستعدوا لخروج الجنازة فور وصولها.

أكد يحيي محمد، أحد جيران رياض بأنه كان على خلق عال، والتحق بالخدمة العسكرية منذ 7 أشهر، وكانت بداية خدمته بالإسماعيلية، ومنذ فترة قصيرة تم نقله إلى سيناء. 

أضاف: والده عامل بسيط لا يملك من حطام الدنيا سوي منزله المكون من طابقين وكان رياض يقوم بمساعدته، وعند عودته من كل أجازة ينزل للعمل داخل مصنع الطوب ليدبر نفقات الأسرة. 

وكان يعمل بمصانع الطوب أحيانا وقد حالت ظروف الأسرة المادية أمام ارتباط الشهيد فانتظر حتى ينهى خدمته العسكرية ثم يقوم بالعمل حتى يستطيع تدبير نفقات الزواج.

وأضاف: توجه أعمامه ووالده ووالدته إلى القاهره منذ أن علموا من أحد زملاء الشهيد بوفاة ابنهم لحضور الجنازة العسكرية.

وأكد أن الشهيد في آخر أجازة له قال: أشعر بالخوف وأعلم أنى لن أعود المرة القادمة، فأتمنى أن يكون أمام أعينكم والدى لأنى أشعر بالخوف عليه".
الجريدة الرسمية