رئيس التحرير
عصام كامل

قطار التمرد يصدم الرجال.. والسيدات يرفعن شعار "عصر سي السيد انتهى".. دراسة:100 ألف سيدة مصرية بيدها "العصمة".. و"خبراء":الرغبة في السيطرة وعدم الإحساس بالأمان وراء الخلل

فيتو

غدر الزمان والظروف الاجتماعية التي ضربت الكثير من الأسر المصرية، وحالات الانفصال التي تركت تأثيرا سلبيا في المجتمع المصري، والمحاكم التي اكتظت بقضايا الطلاق والخلع، جعل المئات من سيدات مصر يفضلن أن تكون العصمة بيدهن.


المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية رصد 100 ألف حالة زواج فيها العصمة في يد المرأة، حيث رصد أن أكثر من هذا العدد من الزوجات يشترطن امتلاك حق تطليق أنفسهن، ويكن صاحبات العصمة، لتودعن عصر "سي السيد".

قالت الدكتورة إيمان الشريف أستاذة علم النفس الجنائي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية أن العديد من السيدات اللاتي أجرين معهن الإحصائيات اشترطن أن تكون العصمة في يدهن بسبب عوامل نفسية عديدة يأتي في مقدمتها عدم الإحساس بالأمان، ورغبة الكثيرات منهن في السيطرة، بالإضافه إلى الوضع الاقتصادي، الذي يفرض نفسه بصورة كبيرة، فامتلاك الزوجة الأموال وأن تكون صاحبة دخل أعلى من الرجل، فتخشى الزواج من رجل يأخذ أموالها ثم يطلقها.

" العصمة في يد المرأة" وجد تباينا في ردود الأفعال بين نساء المجتمع المصري، فقالت أحلام محسوب " موظفة" أن سطوة الرجل والألوان المختلفة من القمع التي تمارس على المرأة من قبل بعض الرجال، جعل من حقها أن تمتلك العصمة، لتحمي نفسها من غدر الزمان، وتحكم وتهديد الرجل لها طوال الوقت، وتساءلت محسوب : كيف بعد مرور سنوات من الزواج، وإنجاب الأطفال، تجد الزوجة نفسها في الشارع، وبسبب تافه.

أما شيماء عبادة " مدرسة" فتقول أن صعوبة حصول المرأة على الطلاق بسبب وصول الخلافات إلى ذروتها، جعل السيدات يفضلن أن تكون العصمة في يدها.

فيما أشارت نرمين حسين" موظفة " فتقول : العصمة من حق الزوج بسبب أنه هو الملتزم بالمصروفات وتوفير الأمن والأمان للأسرة، بأكملها، مشيرة إلى أن هذا الكلام غير مقبول في مجتمع شرقي مثل مصر، فنحن تعودنا وتربينا على أن تكون العصمة في يد الرجل.
جمال عبد المعز " موظف بقصر الثقافة" كان له رأي آخر حيث أكد أن العصمة من حق الرجل، فهو الذي يتقدم لخطبة الزوجة ليس العكس، بالإضافه إلى توفيره للأموال وجميع مسلتزمات المنزل، وتساءل: كيف يعيش وهو مهدد بالطلاق.

ويقول الدكتور رضا رجب أستاذ علم الاجتماع بكلية خدمة اجتماعية جامعة أسيوط أن غياب الحوار والتفاهم بين الزوجين أحدث حالة من الخلل بين الطرفين ترتب عليه العديد من الخلافات الزوجية، هدد الزوجة كثيرا بالطلاق، مشيرًا إلى أن السلطة الزائدة التي يمارسها الرجل على المرأة بسبب خوفها المستمر من الطلاق دفعها لإنهاء عصر السطوة والسيطرة، التي يمارسها الرجل، بالمطالبة بأن تكون العصمة في يدها، هذا بالإضافة إلى سعيها المستمر للأمان المجتمعي والأسري.

فيما يقول الشيخ سيد عبود وكيل وزارة أوقاف المنيا أن هذا الكلام لم يرد في الفقه الإسلامي إلا من الباب الافتراضي، فلم يكن هذا الكلام في عهد النبي( صلي الله عليه وسلم)، ولا الخلفاء الراشدين، وأضاف أن الرجال قوامون على النساء ليس قهرا أو ظلما لها، لكنه حقه لما يوفره لها من أموال وسلام وأمان.

وأشار عبود إلى أن هذا الأمر حديث على المجتمع المصري خارج عن نفوس ضعيفة لا تجعل الدين حياتها بل الشهوة، في حين يتنازل الرجل عن العصمة والكرامة مقابل المال أو الجمال أو لأغراض خاصة.
الجريدة الرسمية