رئيس التحرير
عصام كامل

فى بيتنا مراهقة


يحدث بالمصادفة أن تشعر الأم بأنَّ ابنتها بدأت تدخل مرحلة الإحساس بأنوثتها، وذلك عندما تجد فى حقيبة ابنتها قلم الروج، أو تضبطها وهى تهذب حاجبيها أمام المرآة.. وهنا لا يجب أن تقلق الأم، بل عليها أن تستعد لتغيير طريقة تعاملها مع الزهرة الجديدة التى تتفتح فى حديقة حياتها.


إنَّ الفتاة فى عمر المراهقة تخلص للفتيات فى مثل سنها، وقد تكون عنيفة أحياناً، وهى تستمع لما تقوله لها الأم من نصائح، وتتعلم الدروس الأخلاقيَّة أسرع من الأولاد، وتستوعب التعليمات بسرعة، لكن كل ذلك تنحيه جانباً بمجرد وجود الفتاة المراهقة مع مثيلاتها فى العمر، ووسط بهجة اللحظات السعيدة التى تجمعهن معاً، ورغبتهن فى الاستمتاع والاندماج معاً.

وعلى الأم أن تعلم أنَّ ابنتها فى سن المراهقة وبين عالم الكبار، كما أنه على الأم أن تعلم أن أسرار ابنتها المراهقة كلها مع صديقاتها وليس معها، ولو أوحت الابنة لأمها أنَّها تخبرها بكل شيء عن نفسها، وربما فى بعض الأحيان تدخل الفتاة المراهقة مرحلة التحدى مع أمها إذا فرضت عليها ذوقها الخاص فى الملابس والمظهر.

وعلى الأم أن تحاول جاهدة كسب ثقة ابنتها المراهقة، وذلك بأن تترك لها مساحة معقولة للتصرف بحريتها بما تمليه عليه طبيعتها فى هذه السن.

وإذا كرهت الأم سلوكاً لدى ابنتها فعليها أن تخبرها به، وتساعدها على التمييز الواضح بين ما ينبغى أن تفعله وما تفعله فى الواقع، وأن تشجعها على تحسين سلوكها مع إبداء أسباب منطقيَّة مع عدم التدخل بالنيابة عنها أكثر من اللازم، وأن تشجعها على استخدام عقلها قبل أنوثتها.

كما ينبغى على الأم أن تدرك أنَّ الالتزام بالصدق هو مفتاح العلاقة المتينة بين الأم وابنتها المراهقة التى تهفو نفسها وروحها إلى الخروج من عالم الطفولة إلى عالم جديد غامض، تخطو فيه خطواتها الأولى على درب أنوثتها، كما يتعين على الأم أن تزرع فى نفس ابنتها المراهقة القيم قبل أن تشرع فى تشجيعها على أن تكون ما تريد.

اقتربى من ابنتك المراهقة.. لا تدعيها تبعد عنك.. بالحبِّ والاحتواء وبناء جسور الصداقة والثقة تصبحين صديقتها الأولى.

وتذكرى أنَّ العلاقة الدافئة الطيبة بين الأم وابنتها المراهقة لا تأتى بالمراقبة والأوامر والإرشادات الدائمة.. بل بالحبِّ والدفء والإحساس بالأمان والاحتواء.

نقلا عن مجلة "سيدتي"

الجريدة الرسمية