رئيس التحرير
عصام كامل

كاتب أمريكي يكشف إخفاقات السياسة الأمريكية تجاه مصر.. أوباما جبان ولا يمكنه مواجهة الخصوم.. والقاهرة تمضي نحو ما سعت إليه.. ظهور قوى أخرى أدى لتراجع نفوذ واشنطن.. وتأثير القوى الخارجية ضئيل

علم امريكا
علم امريكا

قال الكاتب الأمريكي ستيفن كوك، خبير مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، إنه منذ أسبوع أو أكثر تعرضت الولايات المتحدة لانتقاد لاذع تجاه سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما للشرق الأوسط، بشأن مصر، والبرنامج النووي الإيراني، والحرب الأهلية السورية، ودفع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي محادثات السلام بين إسرائيل وفلسطين، وسخر من إدارة أوباما عالميا بشكل عام، ووصفه بأنه جبان ولا يمكن تصنيفه من القادة الذين يواجهون الخصوم القوية.
وأضاف كوك في صحيفة "ذا أتلانتيك" اليوم الأربعاء أنه جمع الكثير من الآراء حول سياسة أوباما من مقالات الرأي والأعمدة ولقد وجه جيمس تروب انتقادات شديدة للبيت الأبيض، بسبب فشل إقامة حوار مع القادة العسكريين في مصر خلال مرحلة ما بعد الرئيس المعزول محمد مرسي، كما كتب جاكسون ديل ينتقد زيارة كيري للشرق الأوسط.
ورأي ستيفين أن مقالات تروب وديل ترتكز على أن الولايات المتحدة يمكن أن تكون مرتكزا للإصلاح في مصر، وهى وجهة النظر التي تتشاركها مجموعة فرعية متنوعة ومؤثرة في السياسة الخارجية الأمريكية، كما أن الديمقراطية في مصر ستشهد تطورا جيدا للغاية وتقدم للمصريين الحكم الذي طالما سعوا إليه.
وأشار ستيفين إلى أنه كتب من قبل أن علاقة واشنطن بمصر على مدى الثلاث السنوات الماضية، يجب أن تؤكد على مبادئ مثل الحرية الشخصية، وعدم العنف، والشفافية، وتطبيق القانون على قدم المساواة، ولكن بعض المحللين يرون أن تعزيز الديمقراطية، سواء في شكل برامج فعلية تهدف إلى تشجيع المزيد من الدعم المفتوح للمجتمعات أو دعم خطابي من أجل التغيير التدريجي من شأنه أن يحدث فارقا كبيرا وملموسا في مصر.
وأوضح ستيفن أن أمام أبناء النيل تحديات ومخاطر كبيرة لتعريف وتحديد مؤسسات اجتماعية وسياسية جديدة، ولا يمكن لأي قوى خارجية التأثير في هذا الأمر، فضلا عن أن مفجري ثورة 25 يناير و30 يونيو لم يحددوا المسار السياسي لمصر، وبالطبع لا تستطيع الولايات المتحدة أن تحدث فارقا أو يكون لها أي تأثير في تحديد هذا المسار.
وأضاف ستيفن أن هناك مشكلة أكبر من تفاصيل البيئة السياسية المصرية الحالية، وهي كيف ولماذا تظهر الديمقراطيات؟ موضحا أن هناك اثنين من المدارس الفكرية المختلفة، فيؤكد البعض أن الديمقراطية محددة بشكل مسبق، على سبيل المثال ظهور طبقة وسطى على مستوى معين من التنمية الاقتصادية والثقافة السياسية، والفكر الثاني يركز على حسابات النخب وهذا ما يسمى النهج العقلاني الذي يفترض الانتقال إلى الديمقراطية وفقا للظروف السياسية والحوافز والقيود للنخبة السائدة التي تسعى للبقاء على الحياة، ما يجعل قدرة الولايات المتحدة ضئيلة لتشجيع تطوير ما يعتقد البعض أنه المتطلبات الأساسية للديمقراطية، فإن قدرتها على تشكيل حسابات قادتها محدودة للغاية.
كما أنه حتى لو كان لدى واشنطن الموارد والإرادة السياسية لتقديم مليارات الدولارات في مصر، فإن هذا لا يعنى على الأرجح أن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى سيرد بشكل إيجابى، على الرغم من أن الولايات المتحدة مازالت تمثل المركز الأكثر تأثيرا في الاقتصاد العالمي ولكن ظهور قوى أخرى على السطح جعل نفوذ الولايات المتحدة في تراجع.
واختتم ستيفن، بالإشارة إلى أن المصريين يعتقدون أنهم في صراع وجودي من أجل البلاد، ولا يوجد للقوى الخارجية تأثير سوى تأثير ضئيل كالسعودية والإمارات والكويت لتنفيذ ما يريده القادة في مصر.
الجريدة الرسمية