أخصائية تخاطب: التليفزيون عدو طفلك الأول
رغم الحب الفطري الكبير الذي يحمله الوالدان تجاه أبنائهما إلا أن هناك أخطاء عديدة يقع فيها أولياء الأمور عن غير قصد، إلا أن نتائجها تشكل عائقا في طريق البناء اللغوي والانفعالي للطفل.
ومن هذه العادات السيئة ترك الطفل بالساعات أمام شاشة التليفزيون الذي يملأ خياله بالعنف أحيانا والصمت أحيانا أخرى.
تؤكد منة عبد المنعم، خبيرة تخاطب، أن الأم ترتكب جريمة في حق أبنائها حينما تتركهم أمام شاشة التليفزيون، ظنا منها أنه يساعدهم على سرعة الكلام، إلا أن الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين يطلقون عليه "المنبه السلبى".
وأضافت: أن الطفل في المرحلة العمرية من سنة وحتى 3 سنوات يكون بحاجة ماسة لتكرار الكلمات بشكلها الصحيح حتى يرددها، وأفلام الكارتون المتاحة لهذه المرحلة العمرية تعتمد على "توم وجيري وما شابهه" وهى تخلو من الجمل العربية، وتعتمد على الكر والفر وإحداث الضجة ليتسرب إلى ذهن الطفل أن هذا سلوك صحيح.
وأكدت أن "التشتت" هى المشكلة الثانية التي يسببها التليفزيون للطفل، فكيف يستمع الطفل لصوت والديه بينما تنطلق أصوات كثيرة من شاشته السحرية.
وتوصى أخصائية التخاطب الأهل بغلق التليفزيون، وعدم السماح للأطفال بالجلوس أمامهم أكثر من نصف ساعة يوميا إذا اقتضت الظروف ذلك، مع وضع ضوابط للبرامج التي يشاهدها الطفل، فمثلا قبل الحضانة اختاري المسلسل أو البرنامج المتناسب مع اللغة المستخدمة بين أفراد الأسرة حتى لا يقع في التشتت وازدواجية المفردات.
وأضافت: أن الأفلام التي تحتوى على مشاهد العنف والدم تؤثر بشكل سلبي على سرعة النطق وسلوكيات الطفل.
وأكدت أنه في حالة عرض مسلسل أو برنامج تعليمي على الطفل فيجب تهيئة المكان لرفع قدرة الطفل على التركيز، فلا نتحدث أو نحدث ضوضاء حول الطفل.
ونصحت "منة" بتقديم البدائل الإيجابية للطفل بعد انتهاء الوقت المحدد للتليفزيون، مع توفير الألعاب المناسبة لمرحلته العمرية، ومشاركته اللعب، أو قراءة القصص المزودة بالصور ليربط بين الكلمات والأشكال.