رئيس التحرير
عصام كامل

«تحركات أمريكية للوقيعة بين القاهرة وموسكو».. تقارير غربية تتحدث عن مشروع روسى بديل لقناة السويس.. مناورات عسكرية أوروبية للضغط على بوتين.. البيت الأبيض يضغط على الكرملين لضمان تفوق إسرائيل

جانب من زيارة وزير
جانب من زيارة وزير الدفاع الروسى

لاشك أن عاصفة قلق ضربت عواصم الدول الغربية، سواء حلف الناتو أو واشنطن بعد التقارب المصري الروسي، بعد 40 عاما من الجمود، حيث يؤكد المحللون أن عاصفة القلق التي ضربت القوى الغربية لا تقل تأثيرًا عن عاصفة "هايان" التي ضربت بلدان شرق آسيا.


كما يرى خبراء أن التحركات الغربية الحالية تهدف إلى الوقيعة بين القاهرة وموسكو، ولعل أبرز تلك التحركات يتمثل في مقالات ومناورات قرب الحدود الروسية الأوروبية.

ونشرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، مقالا تقول فيه إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخطط منذ سنوات لزيادة دور روسيا في التجارة العالمية، ومنافسة قناة السويس من خلال طرق تجارة بديلة بين أوروبا وآسيا وأمريكا.

وبحسب الوكالة، يربط الخط الجديد بين ميناء "راجين" في كوريا الشمالية والذي رمم مؤخرا وبين منطقة "حسان" جنوب شرق روسيا. وأشارت إلى أن العمل بدأ في هذا الخط عام 2003، ويعد أول اتصال لكوريا الشمالية بالعالم الخارجي بعيدا عن الصين، وسيكسر الحصار المفروض على النظام الكوري.

وذكرت الصحيفة أن بوتين هو من يخطط للمشروع منذ سنوات، وأنه يبذل جهودا لإقناع الكوريتين بإقامة المشروع الضخم الذي يبدأ من كوريا الجنوبية ويخترق أراضي كوريا الشمالية، موضحة أن كوريا الشمالية ترحب بالمشروع الجديد، لأنه يكسر عزلتها عن العالم الخارجي رغم الخلافين السياسي والعسكري بين الكوريتين، ويصل إلى طريق السكك الحديدية الروسي الذي يمر عبر سيبيريا ليصل إلى أوروبا.

ولفتت إلى أن الخط الجديد يصل طريق السكك الحديدية الروسية عبر سيبيريا حتى أوروبا، ثم يربط بين شبكة الطرق الحديدية الأوروبية وبين أقصى شرق آسيا لتنقل حركة التجارة بين القارتين عبر السكك الحديدية، مشيرة إلى أن الطريق الجديد يؤثر على قناة السويس بشكل خطير، حيث سينقل البضائع بين أوروبا وآسيا أسرع ثلاث مرات من قناة السويس.

وتطرقت إلى أن الطريق ستكون له أهمية كبيرة للتجارة العالمية وسط الصراعات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط سواء في مصر أو سوريا، بالإضافة إلى أعمال القرصنة في البحر الأحمر بالقرب من الصومال التي تكلف شركات الشحن البحرية نفقات باهظة لتأمين السفن التي تتعرض لأعمال قرصنة خلال طريقها لقناة السويس.

من جهة أخرى، تؤكد مصر على لسان الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس‏، أن‏ الهدف من التصريحات الخاصة بتلك المشروعات، هو التأثير على الملاحة في قناة السويس، التي حققت في السنوات الأخيرة مكاسب كبيرة، وأكد أنها مؤمنة تماما، والملاحة فيها تسير بشكل منتظم.

كما شدد على أن خط السكة الحديد لن ينقل سوى بضائع الصين والكوريتين بينما دول شمال آسيا ليس لها طريق سوى قناة السويس، ويوضح الخبراء أن الحاويات التي تمر عبر القناة تحمل ما يقرب من 80 ألف طن في حين أن أعظم قطار لن يحمل سوى 1500 طن من البضائع وهو ما يجعل قيمة القناة أكبر لدى الدول والمستفيدين من تلك الحاويات.

في السياق نفسه، بدأت مرحلة جديدة من الدرع الصاروخي بعد التقارب المصري الروسي، بالطبع الدرع الصاروخي الأمريكي يحد من قدرات الصواريخ الروسية والقلق واضح على الروس.

واستنتج المحللون من توقيت نشر مثل هذه التصريحات والمقالات والتحركات العسكرية الغربية محاولة من واشنطن لتعكير أجواء التقارب بين مصر وروسيا، وأكدوا أن واشنطن تضغط على موسكو كي تراعي أمن إسرائيل في صفقات السلاح الروسية مع مصر، كما تهدف إلى تحييد موقف موسكو من المفاوضات النووية في "جنيف" وكبح الدعم الروسي لبشار الأسد.
الجريدة الرسمية