رئيس التحرير
عصام كامل

مؤلف كتاب "من سرق الرئيس" لـ "فيتو": ثورة يناير ليست نبتا من فراغ

فيتو

  • من السخرية أن تحيى الداخلية ذكرى شهداء محمد محمود
  • وزارة الثقافة في مصر صارت مرتعا للفساد وتحكمها المحسوبية
  • أزمة النشر تعرقل الشعراء الشبان عن عرض منتجهم إلى الجمهور والنقاد
عربى كمال، من جيل الشعراء الشبان، حصل على ليسانس حقوق جامعة أسيوط، ثم دبلوم الشريعة الإسلامية، وماجستير في القانون العام، عمل في المجال الحقوقي، ولكن موهبته الأدبية طغت على التشريعات والقوانين، فاتجه إلى الكتابة، بدأ بالكتابة في الكثير من الصحف والمجلات، أبرزها "البديل" و"التجمع"، وموقع حقوق المواطن، نشرت له مقالات وقصائد عديدة ولقاءات تليفزيونية.


صدر له كتابان: ديوان شعر بعنوان "تجليات لوجوه مستحيلة"، وكتاب سياسي بعنوان "من سرق الرئيس"، وكتب أغنية "هنا الميدان" تتر برنامج إذاعي بنفس اسم الأغنية، ويعد الآن بحثا للحصول على درجة الدكتوراه، تحت عنوان: "المواطنة في النظام القانوني".


تم اعتقاله في عام 2010، بسبب مشاركته في المظاهرات ضد نظام مبارك، وشارك في ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وما بينهما من أحداث كمحمد محمود.. في السطور التالية تتحاور "فيتو " مع عربى كمال أحد الشعراء الشبان:

لماذا قررت الابتعاد عن العمل في المحاماة ومتى بدأت كتابة الشعر؟
لم أبتعد عن المحاماة ولكنها هي من ابتعدت فهى تحتاج إلى تفرغ كامل، وممارسة الأدب والعمل السياسي كانا من أبرز العوامل التي صرفتنى مؤقتا عن المهنة، ورغم أنى أمارسها حتى الآن إلا أن الكتابة هي صاحبة النصيب الأكبر، وبدأت كتابة الشعر في نهاية المرحلة الإعدادية على يد مدرس اللغة العربية " أشرف سليمان " ومجموعة أدباء دشنا الذين أصبحوا أصدقاء فيما بعد، الشاعر النميرى متولى وحمدى حسين وطلعت عباس ونشرت لى أول قصة قصيرة في الأهرام المسائى وأنا في الثانوية العامة ثم بدأت الكتابة بشكل أكبر في الجامعة مع نادي أدب أسيوط والتوجيه من الشعراء الكبار مثل درويش الأسيوطى وسعد عبد الرحمن.

- كلمنا عن ديوانك "تجليات".. وقصة أغنية "هنا الميدان" خاصة ؟
ديوان "تجليات لوجوه مستحيلة " هو أول ديوان شعرى بالفصحى صدر في 2008 وهو محاولة الولوج إلى عالم شعرى خاص فيه من الظلال الصوفية وفيه من التجربة الذاتية أما قصيدة " هنا الميدان مسجد كنيسة وبرلمان" فهى أول قصيدة عامية لى وكتبتها في ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير وقبل تنحى الدكتاتور مبارك بيومين، وكنت أحمس بها الشباب في الميدان ففوجئت بمجموعة من الشباب قاموا بتقديمها على هيئة مسرح الشارع فانتشرت وقامت الإعلامية إكرام حمدالله بالتعاقد معى لتقوم الإذاعة بتلحيهنا وجعلها تتر برنامج بنفس اسم الأغنية.

"من سرق الرئيس " كتابك السياسي.. هل هو كتاب ساخر أم ماذا تقصد من وراء الفكرة ؟
هذا الكتاب هو مجموعة مقالات نشرت بالصحف في عهد الدكتاتور مبارك منذ 2002 وكانت مجمل هذه المقالات تعرية وفضح وسخرية من نظام استبدادى عفن أفسد الحرث والنسل على مدى ثلاثين عاما من حكم مبارك، وكانت الفكرة من نشر هذا الكتاب هي دحض فرية أن ثورة يناير نبتت من فراغ وأن الشباب لم يخططوا ويحلموا بالثورة بل كنا نحلم بها وندعوا لها ونعد لها وكنا نهاجم بضراوة وشراسة، وكنا نمارس السياسة كتابة وفعلا من خلال التظاهرات وقد أدى هذا إلى اعتقالى في مظاهرات 6 إبريل 2010 في معسكر السلام طريق الإسماعيلة الصحراوى.

-ما أقرب قصيدة من قصائدك التي كتبتها إليك ؟
لا توجد قصيدة بعينها فكل ما أكتبه لا أرضى عنه فالرضاء عن القصيدة خيانة للأدب، أنا أحاول أن أكتب حالتى التي قد تتشابه مع الآخرين وقد أنجح في هذا وقد أخفق، ببساطة أنا لست شاعرا وإنما فقط أحاول أن أشارك الآخرين أوجاعى وهم فقط من يحددون هل صرت شاعرا أم لا.

_ ما رأيك في سياسات دور النشر وأسعارها كواحد من جيل الشعراء الشبان ؟
ما زالت أزمة النشر من أكبر وأهم العوائق أمام الشعراء الشبان في عرض منتجهم الأدبى والشعرى على الجمهور والنقاد لتقييم تجربتهم فأسعار دور النشر لا تتناسب إطلاقا مع دخول الشعراء الشبان الذين للمفارقة دوما يكونون من أصحاب شعار "عشانا عليك يارب ".

- هل تقيم لنا دور وزارة الثقافة وقصور الثقافة في محافظتك وهل وفرت لك كشاعر شاب الرعاية والدعم ؟
وزارة الثقافة في مصر صارت مرتعا للفساد مثلها مثل كل الوزارات في مصر تحكمها المحسوبية والشعراء الموظفين إلا من رحم ربى فالندوات قليلة والمهرجانات لا يدعى فيها إلا كبار الشعراء والمرضى عنهم من النظام.

_ بالأمس القريب كانت الذكرى الثانية لشارع محمد محمود فهل لهذه الذكرى سطور في شعرك.. أو فى أي قصيدة ؟
بالطبع فقد شاركت في أحداث محمد محمود ونالنى من الغاز ما يكفى لتدمير الصدور، شارع محمد محمود الذي وقف فيه الثوار وقدموا ملحمة بطولية من أجل الحرية فتم استباحة أرواحهم على يد وزارة الداخلية التي ويال السخرية تقوم اليوم بالاحتفال بذكرى الشهداء وأيضا لا ننسى خيانة الإخوان لنا واتهامهم لنا بالبلطجية مما جعلنى أكتب قصيدة " نصف نبى " والتي بدأتها " اللى انقتل مش بلطجى - اللى انقتل نصف نبى " وأيضا قصيدة " اثبت مكانك ".

- ماهى آخر أعمالك سواء على مستوى الكتابة الشعرية أو المؤلفات ؟
انتهيت من تجميع ديوان " هنا الميدان مسجد كنيسة وبرلمان " ونصوص كتاب " ليس كمثلها أنثى " وأشرع الآن في كتابة دراسة عنوانها " الهامشيون والهاشميون " اتتبع فيه تجليات الواقع العربى بين السلطة وأصحاب النفوذ وبين المطحونين والبسطاء.
الجريدة الرسمية