رئيس التحرير
عصام كامل

فتش عن أمريكا!


على مدي أربع سنوات متصلة انشغلت الكاتبة البريطانية «فرانسيس ستونر سوندرز» بإعداد دراسة عن الدور الخطير الذي قامت به المخابرات الأمريكية في اختراق قطاعات واسعة من المثقفين اليساريين.. وسجلت دراستها في كتاب أسمته «من يدفع للزمار؟» تمت ترجمته بعنوان «الحرب الثقافية الباردة».. وأوضحت الدراسة أن المخابرات المركزية نجحت من خلال اختراق المثقفين والمفكرين والمبدعين والفنانين في أمريكا وأوربا وكثير من بلاد العالم والإغداق عليهم بالأموال لتوجيههم في إطار تقويض أي ثقافات أخرى غير أمريكية وتوجيه سياسات مجتمعاتهم.


غير أن دراسة الباحثة البريطانية لم تشمل اختراقات المخابرات المركزية لقطاعات أخري فيما بعد وتحديدا لقطاعات شبابية وقطاعات النخب السياسية في شتي أنحاء العالم، خاصة في تلك المناطق التي تهتم أمريكا بها وتري ضرورة ألا تخرج عن سيطرتها.. وسوف تأتي باحثة أخري أو باحث آخر مستقبلا ليدرس ذلك الأمر ويكشف عن خبايا وأسرار مثل هذا الاختراق والدور الخطير الذي تقوم به المخابرات المركزية في عدد من دول العالم وبالقطع مصر من بينها، وهذا ما اتضح لنا من خلال دراسة قضية التمويل الأجنبي لعدد من منظمات المجتمع المدني.

وما يحدث في بلادنا من تطورات وأحداث سياسية على مدي بضع سنوات ماضية ليست المخابرات المركزية بعيدة عنه.. فهي كانت حريصة دوما على أن تمول وتحرك وتوجه سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء أدرك من توجههم ذلك أم لا.. ومن خلال هذه الحقيقة يمكن أن نفهم كثيرا مما شهدناه وعشناه منذ تنحي مبارك وحتي الآن من أحداث وحوادث والتي نحتفل بها وبينها حادث محمد محمود أيضا الأول أو الثاني أو الثالث.
الجريدة الرسمية