رئيس التحرير
عصام كامل

كان غيرهم أشطر !


أمريكا التي تتجسس في فضيحة مدوية.. ليس علي حلفائها الغربيين فقط.. إنما علي قيادات ورؤساء ورؤساء حكومات حلفائها أنفسهم.. وأمريكا التي تجسست علي كل حلفائها في الحرب العالمية الثانية تقريبا..


وأمريكا التي ربطت أوربا مبكرة بعد الحرب المذكورة بمشروع مارشال الشهير للنهوض الاقتصادي بدول أوربا لتنعش اقتصادها هي ويعيش بفضل هذا التعاون.. نقول: أمريكا قائدة الجبروت الرأسمالي والتي يسيطر عليها نفوذ الشركات العابرة للقارات.. أمريكا التي تصدر الفتن وتقريبا يسيطر عليها فعليا اليمين الديني صاحب النبوءات الدينية ومنها نظرية "الملك الألفي" التي تؤمن بعودة السيد المسيح إلي الأرض ليحكمها ألف عام ولا يتم ذلك إلا بحرب كبري تكون فيها الدماء أنهارا في المنطقة الواقعة بين الشام ومصر..

أمريكا التي استعدت مبكرا لحكم العالم والسيطرة عليه حتي بالسينما.. أمريكا تلك يكون متخلفا كل التخلف من يعتقد أنها لم تزرع رجالها في مصر ومبكرا جدا وفي كل مكان.. مصر أهم بلد في العالم لمن يفهم في علم الجغرافيا السياسية .. ولم يعد التجسس وكما قلنا في مقال سابق هو حبر سري وتدريب علي إرسال المعلومات وضابط صغير للجاسوس تمام لديه..انتهي ذلك من العالم الآن.. وإنما العملاء أدوارهم الآن بطريقة مختلفة.. لا تجعل الضابط من يسيطر علي العميل.. إنما المصالح والأفكار..

ولكل شلة من أصحاب المصالح والأفكار رئيس أعلى منهم في الرتبة والدور.. ولكل مجموعة رؤساء رئيس أكبر.. هو من يعرف أصول اللعبة.. وهو من يدرك أبعادها.. وهو من يحرك من بعيد.. وهو من يساهم في ثراء هذا.. وترقية ذاك.. وهو من يساهم في تلميع هؤلاء.. وشهرة أولئك.. واسألوا المراكز والشركات والسهرات والسفريات والمصالح.. واسألوا من ظهروا فجأة ومن لمعوا فجأة ومن اغتنوا فجأة ومن تنفذوا فجأة.. واسألوا عن كل هؤلاء وصلتهم بلاعبين أقل.. فقراء.. أو قل بؤساء.. أو حتي قل ضائعين..

لا مكان لهم تحت الشمس إلا بتسليم أنفسهم دمي وعرائس .. هناك بالحناجر.. وهنا بالصراخ علي الـ"فيس بوك" و"تويتر".. وكلما كان التأثير أكبر.. والتخديم علي الموضوع أكبر.. كلما كان العائد أكبر.. وبين هؤلاء وأولئك شرفاء ووطنيون كثيرون.. يحبون بلدهم قطعا.. ومستعدون للتضحية من أجلها يقينا.. هؤلاء سيفشلون حتما أي مؤامرة تستهدف الوطن.. أو جيش الوطن.. أو شرطة الوطن.. وكل مؤسسات الوطن.. حتي لو اختلفوا مع بعضها..

وهؤلاء أدركوا تماما أبعاد الهتاف ضد الجيش.. ومنهم من اعتذر علنا.. ومنهم من تراجع علنا.. ومنهم من اعترف علنا.. فالكبرياء الوحيد الذي نعرفه ويعرفونه الآن.. هو كبرياء الوطن العظيم..!
وما ظنكم بوطن تعهد الله بحفظه؟!
الجريدة الرسمية