رئيس التحرير
عصام كامل

مصر تشعل أزمة داخل البيت الأبيض.. «كيري وهاجل» يعتبران «مرسي» «حصاناً خاسراً».. «رايس» مهندسة قرار وقف المساعدات العسكرية.. والامتناع عن تعيين سفير جديد في القا

الرئيس الامريكي باراك
الرئيس الامريكي باراك أوباما

اشتعلت الخلافات داخل البيت الأبيض بسبب موقف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاه مصر عقب ثورة 30 يونيو، وكشفت الصحف الأمريكية عن خلافات قوية بين وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وبين ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس.

ويرى محللون في جولة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في الشرق الأوسط، التي قام بها بداية الشهر الجاري، «محاولة فاشلة لم تحقق أي شيء يذكر من أهداف الرئيس باراك أوباما، فهي لا تستحق أي تعليق، لأنها كانت مجرد فرصة لالتقاط الصور».

وقال بعض المحللون: إن جولة «كيري» كشفت لساسة في واشنطن صدق رؤية «كيري» وتشاك هاجل، وزير الدفاع الأمريكي، وخطأ الرئيس أوباما ومستشاريه في البيت الأبيض في كيفية التعامل مع مصر بعد 30 يونيو.

ويؤكد محللون أمريكيون أن تضارب وتناقض التصريحات الرسمية للإدارة الأمريكية تعكس اختلافاً في وجهات النظر بين المسئولين الأمريكيين في التعامل مع الأزمة المصرية الحالية.

المحللون يؤكدون أن جون كيري وتشاك هاجل يريان أن ما جرى في مصر هي عملية تصحيح للمسار الديمقراطي، وأن عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، بات «أمرا واقعيا» لا يمكن تجاهله، ولابد من التعامل مع 30 يونيو على أنها «ثورة شعبية جديدة»، واصفين «مرسي» بـ«الحصان الخاسر».

يذكر أن جون كيري،  صرح في لندن أن جماعة الإخوان وحكومتها فشلوا، وأن إدارة أوباما متفقة على خارطة الطريق الجديدة في مصر، وهو ما اعتبره البعض «تطورا إيجابيا» للموقف الأمريكي المناهض لـ30 يونيو، ولكن سرعان ما صرح البيت الأبيض أنه يدرس تعليق المساعدات لمصر، ما زاد الموقف غموضا وعدم فهم للسلوك الأمريكي.

وانعكس هذا التناقض جليا عندما علقت الولايات المتحدة مساعدتها العسكرية لمصر، ما دفع وزير الدفاع تشاك هاجل للاتصال بوزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي، كي يطمئنه على مستقبل التعاون العسكري بين البلدين، وأن البنتاجون لا يؤيد قرار البيت الأبيض.

سياسيون أمريكيون يؤكدون أن عدم تعيين سفير جديد في القاهرة، يعكس هذا الاختلاف في وجهات النظر بين الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض في التعامل مع الأزمة المصرية.

وظهر صراع الصقور داخل البيت الأبيض جليا أمام الرأي العام الأمريكي، بعد أن نشرت صحيفة «نيوزويك» الأمريكية مقالاً يتحدث عن خلاف بين جون كيري، وزير الخارجية، ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس، التي ترغب في اتخاذ موقف متشدد من مصر.

وتقول الصحيفة، إن «رايس» طلبت من «كيري» أن يدلي بتصريحات قوية تنتقد محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، ولكن «كيري» تجاهل ما طلبته «رايس» وخرج بتصريحات تعكس موقفه من الأزمة المصرية بقوله، إن «مصر تسير على طريق الديمقراطية»، ما دفع «رايس» إلى القول الأسبوع الماضي في منتدى «أفكار واشنطن» الذي عقده معهد «آسبن»، إن واشنطن لا تستطيع أن تقف مع حكومة «قتلت أكثر من ألف شخص» على حد زعمها.

من جانبه، خرج المتحدث الرسمي باسم مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض، باتريك فنتريل، كي ينفي في تصريحات لصحيفة «ديلي بيست» أي خلافات بين المسئولين في الإدارة الأمريكية، مؤكدا أن أعضاء فريق الأمن القومي بالكامل، بمن فيهم «رايس وهاجل وكيري» يعملون على تنفيذ سياسة الرئيس أوباما.

ودفعت تصريحات المتحدث باسم «رايس» محللين إلى التشكيك فيما أعلنه، وقالوا إن إدارة أوباما تعاني من عدم وجود رؤية في التعامل مع الأزمة المصرية، ما خلق نوعاً من عدم التناسق في السياسة الأمريكية تجاه مصر.

ويقول المحللون إن «تشدد رايس تجاه مصر يتقارب مع وجهة نظر السيناتور الجمهوري جون ماكين، الذي انتقد في صحيفة «نيويورك تايمز» سياسة «كيري» في الشرق الأوسط، الأمر الذي يعكس حالة «التوهان» والارتباك بين السياسيين الأمريكيين.
الجريدة الرسمية