رئيس التحرير
عصام كامل

16 يناير.. أعجب أيام مصر


16 يناير 2013.. تذكروا هذا اليوم جيدًا، كما تتذكرون 25 يناير2011، و11 فبراير2011، فإنه واحد من أعجب الأيام فى التاريخ المصرى، وأكثره مدعاة للاستغراب والتدبر والتخوف !

بدأ اليوم مبكرًا جدًا بسقوط عمارة فى المعمورة البلد بالإسكندرية، ومصرع 42 مصريًا تحت الأنقاض، وبقية الــ100 من سكان العمارة لبثوا تحتها يئنون، ويستغيثون، وليلتها لم تنم مصر إلا ودمعتها على خديها، بعد مصرع أو قل "استشهاد" جنود الأمن المركزى فى حادث قطار البدرشين المروع، بعد انهيار عمارة المعمورة.
وتوالت الكوارث، إذ شب حريق مروع فى عمارة "عمر أفندى" بعرابى المهندسين، ثم اصطدم قطار بنى سويف بسيارة أجرة على مزلقان أرض اللواء - بالجيزة، ثم شب حريق فى مسجد.. بالجيزة، ثم حريق فى مزرعة دواجن بكفرالشيخ، ثم مصرع وإصابة 11مواطنًا على طريق أسيوط - القاهرة.. ثم حريق تبين أنه كاذب بالنساجون الشرقيون، وقع فى المبنى المجاور..
يوم عجيب.. وشر البلية ما يضحك.. كما بكى المصريون، راحوا يفلسفون مسلسل الكوارث على المقاهى وفى النوادى، وأخذ أحدهم يقول:
- الحكام عتبات.. زى الستات!
- عزرائيل شغال علينا! لن تمضى السنوات الــ4 حتى يكون الصبر قد نفد! على آخر العام.. لن يجد الإخوان من يحكمونه! هل النظام الحاكم وراء كل هذه الكوارث؟.. الإجابة السهلة التى تدخل سوق المزادات وتكسب هى آه!
النظام وأى نظام هو السبب! والإجابة الصعبة: هى كلنا مسئولون "حكامًا ومواطنين"، بالطبع تقع على الحاكم المسئولية السياسية والجنائية، بقيامه بعمل يُهدد الأرواح أو لامتناعه عن عمل يحفظ الأرواح.. ولهم فى ذلك عبرة من مبارك الذى حكم عليه بالمؤبد قبل قبول الطعن؛ لامتناعه عن اتخاذ عمل يحفظ الأرواح!
يوم 16 يناير هو اليوم المنكوب.. الذى توالت فيه كوارث المترو والقطارات والتاكسيات والعمارات وحرائق البنزينات والفترينات!
مع آخر أضواء النهار.. حوَّل المصريون المأساة إلى مسخرة سياسية - هل التمهيد «الطبيعى» هذا.. هو المشهد الأول من فصول دامية فى 25 يناير.. بعد أسبوع أو أقل؟! للأسف.. فإن الكاتب، هذه الأيام، صار يسأل أكثر مما يجيب.. وهى أسئلة ربما تستهدف شفاء الصدور بإجابات متمناة، أو البحث عن يقين، أو التعبير عن حيرة.. اليقين الوحيد الذى لمسته.. هو أن «عزرائيل» كان «مركزًا» جدًا على مصر يوم 16 الماضى تركيزًا جماعيًا، ولكن نريد تركيزًا بالانتقاء.. اللهم تقبل دعوات المصريين وخلصنا من الكبد وغليان الحسرات بالعروق!
الجريدة الرسمية