رئيس التحرير
عصام كامل

"قطارات الموت المصرية.. من يوقف نزيف الدم".. خديجة: أكتب بيدى شهادة وفاتى كلما سافرت.. تامر: "مبارك" أمعن فى إذلالنا و"مرسى" تهاون فى دمائنا وحكومة "الببلاوى" عاجزة.. والمواطن يموت بسبب الإهمال

حادث قطار دهشور
حادث قطار دهشور

كعادة المصري البسيط يخرج من حفره ليسقط في هوة أعمق منها خطورة وتأثيرا، فبعد ساعات من استشهاد المقدم محمد مبروك، مسئول ملف التطرف بجهاز الأمن الوطني بالقاهرة، استيقظ المصريون على كارثة مروعة في الرابعة من فجر أمس الإثنين، إثر سقوط قتلى ومصابين بعد تصادم قطار بسيارتى نقل وميني باص على طريق (دهشور- الفيوم).


يتبادل المواطن المصري في وسائل المواصلات وأماكن العمل، التساؤلات حول مدى التغير الذي حدث مع تغير النظام الحاكم، ووزارتي قنديل والببلاوي، وهل سيكون مصير الشهداء محصورًا في الرحمات وتبادل الاتهامات وخمسة آلاف جنيه تعويضًا عن الروح الواحدة.

قالت خديجة عادل، طالبة: أسافر بالقطار في أجازة كل أسبوع، فأنا مغتربة في إحدى المدن الجامعية إلا أنني ومنذ فترة طويلة أشعر بالرعب كلما ذهبت لقطع تذكرة السفر، وكأني أكتب بيدي شهادة وفاتي، والغريب أننا جاهدنا من أجل تغيير نظم حكم إلا أننا في كل مرة نستبدلها بالمجهول.

أضافت: الأغرب أن هذا المجهول يحارب ويسعى بدأب لاعتلاء المناصب، وتحرير الوعود بمستقبل أفضل، ويبدوا أنهم لم يضعوا أي خريطة واضحة لتحسين المرافق والخدمات القاتلة، وكلما تفوهنا بحرف قيل لنا، هذه مشكلات سنوات مضت، الموازنة العامة، الوضع الاقتصادي، وسلسلة الأسباب التي نعترف بوجودها، لكن لابد أن يعترفوا هم بذكاء المواطن، وأنه من البديهي جدا أن توجد مشكلات متراكمة، وإلا فلماذا الثورة من الأساس.

قال تامر مجدي، موظف: الغريب أن كل شىء ارتفعت قيمته، إلا أن مبالغ التعويضات لا تزال مهينة، فنحن كمواطنين عوضنا عند الله وليس في يد حكومة أو رئيس، مبارك أمعن في إذلالنا، ومرسي تهاون في دمائنا، والحكومة الحالية ماذا سننتظر منها بعد حوادث القطارات وسقوط ضحايا في سبيل أنبوبة بوتاجاز، إلا أن تزيد في قهرنا وإصابتنا بالمرض واليأس، وأتوقع من حكومة الببلاوي أن تنظر بعين الرحمة لأسر لم ترتكب جريمة إلا أنهم وثقوا في الحكومة الجديدة.

تابع أحمد محسن، موظف: على الرغم من أن السفر بالقطار تقريبا يوفر لي نصف الوقت إذا سافرت بأي مواصلة أخرى، إلا أنني ومنذ أعوام لا أرتاد قطارات الموت المصرية، لكن ماذا لو أن الجميع فكر بنفس المنطق، القطارات أخذت أجازة لفترة طويلة جدا، لماذا لم تتخذ الحكومة الخطوات الضرورية لأعمال الصيانة والتجديد في هذه الفترة الزمنية، وإلى متى ستظل أم الدنيا التي صدرت العلم والعلماء تفتقر لوسائل الأمن والسلامة على الطرقات!

أضاف مصطفى عبد الغني، طبيب، أن الحكومة لاتزال عاجزة أمام رغيف الخبز وتحقيق الأمان والرعاية الصحية لمعدومي الدخل، وتنظيم المرور، خاصة مع هذا الكم الهائل من الميكروباصات والدراجات النارية غير المرخصة أو التي يقودها مدمنون ولصوص، إذن ماذا ننتظر منها إلا التسويف وإلقاء المسئولين التهم بعضهم على الآخر، أتذكر المثل "وكأنك يا أبو زيد ما غزيت".

تابع: ونحن في ذكرى محمد محمود، نتيقن أن دماء القتلى والشهداء ذهبت سدى، فلم يتغير أي شىء، فالفقير ازداد فقرا، والمواطن يموت بسبب الإهمال، والنقود تنفق بغير حساب على فئات بعينها، وتغل الأيدي عن الفئات الأكثر احتياجا، لتتيقن أن ليس لها إلا الكفن والرحمات ودموع الثكالى تنهمر على المقابر.
الجريدة الرسمية