رئيس التحرير
عصام كامل

«ثورتان والإهمال واحد».. 9 حوادث قطارات في عهد «المعزول».. 123 ضحية أبرزها «أطفال أسيوط».. قطار دهشور يتحدى «الببلاوي» ويقتل 30 مواطنًا.. الحكومة تدفن رأسها بال

جانب من حادث قطار
جانب من حادث قطار دهشور

بفارق ساعات قليلة، أحيت قضبان السكك الحديدية، الذكرى السنوية للأطفال ضحايا حادث قطار أسيوط في «17 نوفمبر 2012»، بحادث جديد في «18 نوفمبر 2013»، ولكن هذه المرة بالفيوم بعد حادث قطار دهشور الذي أودى بحياة 30 قتيلا.

ورغم أننا اعتدنا في أيام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك على حصد أرواح المصريين بشتى الطرق، سواء تحت عجلات قطارات الإهمال أو تحت جدران عمارات الفساد، أو نتيجة الأدوية الملوثة، جاءت ثورة 25 يناير لتحمل أمل المصريين في أن يتغير الحال ويأمنوا على أرواحهم بعد أن دفعوا شهداء كثيرين ثمنًا لذلك، ليأتي حكم الجماعة والذي لم يشعر فيه الشعب بأي تغيير ويستمر مسلسل جني الأرواح.

فخلال عام من عهد «الرئيس المعزول»، شهدت المحافظات تسعة حوادث قطارات راح ضحية لها 123 قتيلا ونحو 200 مصاب، وفى كل مرة اكتفى خلالها «مرسي» بإرسال برقية عزاء قصيرة وكان أشد القرارات هو قبول استقالة وزير النقل بعد حادث أسيوط وأعلن تشكيل لجنة تحقيق.

إلا أنه وبعد عام من الحادث مازال مزلقان الموت الذي يشهد مثل هذه الحوادث مستمرا بنفس الإهمال وعدم الصلاحية للاستخدام منتظرًا كارثة أخرى.

«حمادة أنور عبد الرشيد - أحد الآباء»، الذي فقد أربعة من أبنائه في هذا حادث أسيوط المفجع، قال لــ«فيتو»: «فقدت أربعة من فلذات كبدي هم ريم بالصف الخامس الابتدائي، وأدهم في الثالث الابتدائي، وأروى في الصف الأول، ونور في الحضانة، كما فقدت ابنة شقيقي سندس».

وتابع حمادة مأساته قائلا: «رغم أننا رضينا بقضاء الله وقدره، إلا أننا لا ننام بسبب عدم محاسبة المسئولين عن الحادث، وعدم تطوير المزلقان الذي شهد الحادث، سوى بوضع رخام في حجرة العامل وإعادة بنائها دون أي تقدم في منظومة السكة الحديد»، مشيرًا إلى أن جرس إنذار المزلقان ما زال معطلا ويتم الاعتماد على العامل البشري، وهو ما يجعلنا في تخوف من تكرار الحادث».

وأضاف أن أحد أعيان القرية تبرع بقطعة أرض بمساحة 12 قيراطا، يصل ثمنها إلى مليوني جنيه لبناء معهد أزهري قريب للأطفال بدلا من أن يذهب الأطفال لمسافات بعيدة خارج القرية، إلا أن محافظ أسيوط السابق يحيى كشك وضع المعوقات أمام إقامة المعهد رغم رغبة العديد من أهل الخير.

وأشار إلى أنه تم صرف 30 ألف جنيه عن كل حالة من الرئاسة، وأضاف أن نقابة الأطباء قامت بصرف 5 آلاف جنيه عن كل حالة وفاة لجميع الحالات ورفضت الصرف لحالتي.

وأضاف أنه شارك مع الملايين من أهالي أسيوط في ثورة 30 يونيو بعدما تعرض للظلم من قيادات الإخوان وتحديدا محافظ أسيوط الإخوانى يحيى كشك.

ورغم انتفاض المصريين ضد حكم الجماعة في ثورة 30 يونيو والتي شارك فيها آباء الضحايا، إلا أن اليوم الاثنين وقعت حادثة قطار "دهشور- الفيوم" لتكتب في سجل المرحلة الحالية ضحايا جددا يدفعون أرواحهم الغالية ثمنا لحكومة غير مسئولة.
الجريدة الرسمية