رئيس التحرير
عصام كامل

«تواضروس.. البابا الحكيم».. «18 نوفمبر» أصبح البابا الـ118 للكنيسة الأرثوذكسية.. حاصل على بكالوريوس الصيدلة وله 3 شقيقات.. مرض والده جعله عاشقا لدراسته.. ترهبن عام 1988 وأسماه 

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية

مرت الأيام سريعًا لتأتي لنا اليوم الإثنين «18 نوفمبر» بالذكرى السنوية الأولى لجلوس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، على الكرسي الباباوي، كبابا للكنيسة القبطية.. ليحصل على لقب «الطبيب والحكيم»، وسط تكريم مميز من رعية الكنيسة الأرثوذكسية.

و«البابا تواضروس» من مواليد 4 نوفمبر 1952، وُلِد باسم وجيه صبحي باقي سليمان بالمنصورة محافظة الدقهلية، وله ثلاث شقيقات توفيت أصغرهن في سن مبكرة، وكان والده مهندس مساحة.. ونظرًا لمهام عمله جعل الأسرة تنتقل إلى أكثر من مكان ما بين المنصورة وسوهاج ودمنهور، وبدأت أولى رحلات التنقلات وهو في سن الخامسة بسوهاج، وبقي هناك لثلاث سنوات، ثم توجه برفقة أسرته إلى دمنهور عام 1961.

وعن شقيقاته، كان له شقيقة أكبر منه وتوفيت في سن صغير، ثم أخت أصغر بثلاثة سنوات تدعى «هدى»، وأخرى تصغره بـ12 عامًا وتدعى «دينا» ورحلت عن عالمنا في عام 2009.

يذكر أن والد البابا تواضروس توفي في 3 يونيو عام 1967 وكان بالتزامن مع أولى أيام امتحانات البابا تواضروس، وقبل النكسة بيومين.

بدأ «البابا تواضروس» خدمته في صيف المرحلة الثانوية عام 1968 بكنيسة الملاك الأثرية بدمنهور، مع القمص ميخائيل جرجس والذي كان أبًا للاعتراف لـ«وجيه - أو البابا تواضروس» إلى حين دخوله الدير، وكان دائم القراءة والاطلاع.

وحصل البابا على شهادة الثانوية العامة عام 1970، التحق بكلية الصيدلة جامعة الإسكندرية، وحصل على بكالوريوس الصيدلة عام 1975 بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف، وكان يحلم بأن يصبح صيدليا، لأن -حسب تعبير قداسته- أن «الصيدلي هو شخص يريح الناس»، وكان الدافع للهث إلى ذلك أن والده كان مصابًا بقرحة المعدة، وكان هو من يجلب له الأدوية.

وأصبح «تواضروس الثاني» أمينًا للخدمة في كنيسة دمنهور عام 1975 وكانوا يلقبونه بـ«الأخ الكبير» وهو كاهن، كما حصل على زمالة الصحة العالمية بإنجلترا عام 1985، ثم التحق بالكلية الإكليركية وتخرج فنها عام 1983.

جدير بالذكر أن الأنبا باخوميوس مطران البحيرة رسمه أغنسطسًا «أحد الرتب الشماسية» في 27 سبتمبر 1975، كما عمل كصيدلي تابع لمؤسسات وزارة الصحة، حتى كانت آخر وظيفة له قبل الرهبنة مديرًا لمصنع أدوية تابع للوزارة بدمنهور.

وفي 20 أغسطس 1986 ذهب إلى دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، وكان ذلك في صيام العذراء مريم، وظل طالبًا للرهبنة لمدة عامين تقريبًا، وخدم في الدير قبل رهبنته في المطبخ «مبنى الضيافة»، وقضى في خدمة ذلك المكان سنتين، بجوار مضيفة استقبال الزوار لتقديم الطعام وخلافه وصيدلية الدير.

وترهبن «البابا تواضروس الثاني» يوم الأحد 31 يوليو عام 1988، وكان البابا شنودة هو الذي اختار له اسم «ثيودور»، وأصبح مسئولًا عن استقبال زوار الرحلات لشرح تاريخ الدير، وبعد عام رسم قسًا يوم السبت الموافق 23 ديسمبر 1989.

وانتقل للخدمة بمحافظة البحيرة في بداية عام 1990، وبعدها سافر كراهبٍ إلى الخارج وتحديدًا إلى قبرص لحضور اللقاء المسكوني لمجلس كنائس الشرق، ومرة أخرى إلى ليبيا لمساعدة الآباء في الخدمة ببني غازي وطرابلس.

كما نال درجة الأسقفية في 15 يونيو 1997 الموافق لعيد العنصرة وحمل اسم الأنبا تواضروس، وعمل في مساعدة الأنبا باخوميوس المطران، في حقل إيبارشية البحيرة، وأعتنى بالأطفال والشباب والمبدعين وكان مسئولا عن لجنة الطفولة بالمجمع المقدس.

ومن اللافت للنظر أن اسم الراهب «ثيودور» الذي حمله الأنبا تواضروس «البابا الحالي»، حين ترهبه في دير الأنبا بيشوي يعني نفس اسم تواضروس أو تادرس باليونانية. وكذلك فإن عائلة البابا الكهنوتية من عائلة كهنوتية، سواء قبل حصوله على نعمة الكهنوت أو بعدها، فكان عمه القمص أنطونيوس باقي.

وبعد نياحة البابا شنودة ظل كرسي مارمرقس شاغرًا، قبل أن يتولى الأنبا باخوميوس قائمًا مقام البابا، وعندما تطلب الأمر انتخاب بابا جديد لتولي أمور الكنيسة، كان البابا تواضروس أحد المرشحين وفقًا لتزكيات عديدة منها تزكية الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة والذي كان أحد منافسي الانتخابات وقتها، والأنبا دميان أسقف ألمانيا، والأنبا سوريال أسقف ملبورن بأستراليا، والأنبا مكاريوس أسقف المنيا، والأنبا باخوم أسقف سوهاج، والأنبا أنداروس أسقف أبوتيج وتوابعها.

وبعد انتخابات شهد لها الكل بالرقي والتحضر، جاءت مرحلة الفصل بالقرعة الهيكلية بين تصفيات الانتخابات وفي 4 نوفمبر 2012 والموافق للميلاد الـ60 للبابا تواضروس ووقع الاختيار الإلهي عليه بعد أن اختاره الطفل «بيشوي جرجس سعد - 6 سنوات - طفل القرعة الهيكلية».

وفي 18 من نوفمبر 2012 احتفلت الكنيسة القبطية كلها بتجليسه على السدة المرقسية، ليصبح بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رقم 118.
الجريدة الرسمية