الفهلوة وسمعة المصريين
هى تلك الكلمة التى تعكس مدى ما يمكن أن يفعله الفرد من أجل تحقيق مصالحه بالطرق الملتوية وغير المشروعة والتى تعتمد على قلة علم الآخر وقلة خبرته أو عدم علمه بما يحدث حتى يحقق ما يريد وعندها يصفه من يؤمنون بمشروعية عمله بالشطارة أو الحداقة أو الفهلوة.
من يدفع الثمن؟ سؤال يتردد فى مسامعى عندما يقنع أحدهم الآخر أنه قادر على العمل وأنه سيحصل فى مقابله على العائد مع أنه لا يمكنه القيام بهذا العمل إلا أن الثقة هى ما تدفع الإنسان إلى أن يجرب الآخر فى عمله وعندما يكتشف التضليل والحقيقة يعرف أنه كان ضحية عملية نصب ارتكبها الآخر ليأخذ ما لا يستحق ممن وثق به فالثقة هى الأساس التى يستغلها الفهلوى ليحقق مآربه و يستخدم حلو اللسان كى يقوم بسلب الحقوق رغما عن الآخر سواء من الفرد أو من المجتمع.
الفهلوة أصبحت من سماتنا فى الخارج ففى مقابلة مع أحد المحترمين من الإخوة العرب قال لى إن المصرى أصبح " فهلوي " و" بياع " وبتاع التلات ورقات وعندما سألته لماذا قلت المصرى فقط فهناك الكثير من الجنسيات التى تسىء أيضا إلى بلادها؟ قال لأن هذا ما رأيته بالفعل وأحكى لك قصصا عن ذلك إذ إنك لابد أن تبقى معه وأنت حذر حتى لا يحقق منك مكسبا على خسارتك وتعرف أنك تتعامل مع زئبق لا يمكن إمساكه و يعرف كيف "يزوغ " منك ويعرف كيف يخرج من أى مشكلة كالشعرة من العجين بالصوت العالى والدلائل غير الواضحة وأن أردت أن تنهى التعاقد مع مصرى عليك أن تستقدم مصريا آخر فهو كفيل بافتعال المشكلات معه حتى ينهى تعاقده.
سألته هل أصابعك مثل بعضها؟ قال لا بالطبع ولكنه أصر على أن السمة العامة للمصريين هى كذلك!
فلننظر بموضوعية إلى هذا الحديث البسيط ولنفكر لماذا قيل عنا كذلك.
إننى أشفق على كل الناس الذين تم اتهامهم بالفهلوة والتحايل ذلك الشعب الذى يعمم عليهم صفات غير حميدة من أفعال القلة منهم.. إن الفهلوة أصبحت جزءا من سمعتنا التى التصقت بـ 90 مليون مصرى رغما عنهم.
لابد من تجريم الفهلوة وأى عمل احتيالى سواء داخل مصر أو من يعود من الخارج بفعل يخرج عن أخلاقنا ويسيء إلى مجتمعنا ويسيء إلى مكانة المصريين فى الخارج.