رئيس التحرير
عصام كامل

نقلب الصفحة.. في انتظار الصقر القادم لرئاسة الحكومة!


في نفس المساحة ونفس المكان قلنا أمس حيثيات قبول " مبادرة " محمد علي بشر.. وقلنا أسبابا عديدة يحق لمن يريد أن يعرفها أن يراجع مقال الأمس.. وقلنا إننا سنستكمل الحديث في مقال اليوم.. وكنا سنقول باختصار إن دعوة بشر كانت للقوى الوطنية.. وفيما نعرفه وتعرفونه أنه ليس للإدارة الحالية في حكم البلاد حزب أو جماعة.. وعلى الإخوان إذن الحوار فقط مع القوى الوطنية الموجودة في الساحة المصرية.. وإن كانت دعوة الحوار وفي أحوالنا الطارئة حددها بشر بعد أسبوعين في دعوتها لأول اجتماع .. وإن كانت ستستغرق أسبوعين على الأقل لاجراء أولى جلسات الحوار فهذا يعني أن إعلان فشل أو نجاح الحوار لن يقل عن عام بأي حال من الأحوال.. ونصف عام لو تم تفجير الحوار وانسحاب أطرافه منه وكلا الزمنين كفيل بإنهاء الدستور والانتخابات البرلمانيه ثم الرئاسية وتحقيق نجاحات ستكون ملحوظة في ملفات السياحة والأمن والخطة الاقتصادية الاجتماعية العاجلة التي قررها مجلس الوزراء.. ولما كان الحوار قد بدأ بتسليم الإخوان - وفق ما قرأته من مبادرة محمد علي بشر - بعدم عودة مرسي ولا دعوة الخارج للتدخل وان التعبير السلمي عن الرأي هو طريق الإخوان فإننا قطعا سنكون بعد انتهاء المدة المحتملة أمام واقع مختلف تماما وإعلان نهاية الإخوان رسميا وفعليا وسيكون شعار الجميع أنه ليس بعد العيد كعك!


الآن.. حدثت جريمة اغتيال الشهيد محمد مبروك.. الآن نحن أمام واقع جديد.. لا نبدأ معه الكتابة من أول السطر فقط وإنما نقلب الصفحة كلها.. إننا أمام صفحة جديدة بها معطيات مختلفة أولها: انتهاج الاغتيال السياسي كوسيلة لتصفية الخلاف السياسي.. وثانيها: إجهاض المبادرة السابقة قطعا.. ثالثا: سنكون أمام غليان كبير ومشروع لضباط الداخلية يتشدد في التعامل مع الجماعة وليس العكس.. ويستلزم أيضا الدخول في مواجهات إعلامية وقانونية ضد حركات سياسية وشعبية تتخذ موقفا سلبيا من الجيش والشرطة بما سيكون معه الصمت عليها صعبا في ظل سقوط ضحايا كل يوم.. وبالتالي سيكون الدفع بقانوني التظاهر والإرهاب مطلبا عند قطاعات واسعة من المصريين.. وكلما اقترب الاستحقاق الانتخابي بمقدماته من استفتاء الدستور وغيره ستزيد الضغوط.. فإذا أضفنا ممانعات ستجرى لتفريغ قانون الحدين الأدنى والأعلى للأجور وخصوصا الأدنى من جشع سوقي بدرجات مختلفة ومحاولات للتلاعب بالعملات الأجنبية مع الضغط على السياحة لعودتها إلى نقطة الصفر إن انتعشت بأي درجة أو بأى مستوى.. بما يتطلب وجود حكومة قوية.. بل وقوية جدا.. تدير كل الملفات السابقة بأقصى درجات الحسم ..مع الملفات الخارجية التي يدبر البعض الآن لافشالها وعلى رأسها العلاقات مع روسيا والتوازن بين المساعدات الخليجية من جانب والحفاظ على الأمن القومي بعدم سقوط سوريا من جانب آخر.. فإننا قطعا سنكون أمام ضرورة حتمية لتنحي الببلاوي عن رئاسة الوزراء أو إقالته مع تقديم الشكر له على الفترة الماضية في تصرف حضاري واجب.. وإفساح الطريق للبحث عن صقر من صقور السياسة المصرية لرئاسة الحكومة فورا ومن أهم شروطه أن يكون بينه وبين الإخوان والأمريكان خلاف أيديولوجي جذري وأن يكون قد مارس السياسة من قبل وان يتمتع بالشخصية القوية وألا يكون من المرشحين المحتملين للرئاسة في مصر في انتخاباتها القريبة المقبلة!
خلاف ذلك فسوف نعيد إنتاج ما نرفضه اليوم!

الجريدة الرسمية