رئيس التحرير
عصام كامل

«أحمد حرارة.. بطل عيون الحرية».. فقد عينه الأولى في «28 يناير» والثانية «19 نوفمبر».. تمسك بالعلاج على نفقته الخاصة.. «التايم» تختاره «متظاهر 2011» با

الناشط السياسي أحمد
الناشط السياسي أحمد حرارة

«أفضل أن أعيش كفيفًا مرفوع الرأس، على أن أعيش مبصرًا مكسور العين»، هكذا لخص الناشط السياسي أحمد حرارة موقفه من ثورة 25 يناير، والتي دفع «نور عينيه» ضريبة المطالبة بـ«العيش والحرية والعدالة الاجتماعية» في ثورة 25 يناير التي فقد فيها عينه اليمنى، ثم لحقت «اليسرى» بها في أحداث «محمد محمود»، فكان سببًا لإطلاق تسمية شارع «عيون الحرية» عليه.

و«أحمد حرارة أو الدكتور أحمد البلاسي - طبيب أسنان» تحول إلى أيقونة للثورة، بداية من هيئته المميزة التي لا تخطئها عين قبل أحداث محمد محمود، حيث ميزته «عصابة» مصنوعة من الرصاص منقوش عليها 28 يناير 2011، في إشارة لفقدانه للعين الأولى في «جمعة الغضب».

كان أحمد حرارة في مرمى نيران الأمن المركزي، وأصابت إحدى طلقات الخرطوش وجهه وعنقه وصدره، واخترقت قرنية عينه اليمنى أربع شظايا، وأصابت واحدة عنقه، وسبب له الخرطوش نزيفا في الرئة، حين نقل إلى المستشفى ظل في غيبوبة طوال ثلاثة أيام، ولم يستطع الأطباء إنقاذ عينه المصابة، فاستسلم لقدره، ثم أمضى شهرين تحت العلاج في بيته، حتى استعاد عافيته واستأنف حياته العادية.

لم يقتنع «حرارة» بأنه قدم ما يكفي للثورة بعد فقدانه عينه الأولى، فاستمر في المشاركة في المظاهرات، وتحديدًا بعد اندلاع الاحتجاجات ضد المجلس العسكري، لتصبح عينه الثانية في مرمى نيران قوات الداخلية للمرة الثانية ليفقدها هي الأخرى، وبعد رحلات علاج في سويسرا وألمانيا عاد بها واضعًا عصابة أخرى من الرصاص تحمل تاريخ 19 نوفمبر.

وبعد فقدان حرارة لعينه الثانية وجد حالة من الحفاوة بلغت ذروتها بعد محاولات التبرع له لعلاجه، إلا أنه رفض ذلك في بيان له، مؤكدًا رفضه لذلك حتى لا يحصل مقابل لما قدمه لبلاده، وأنه سيخضع للعلاج على نفقته الخاصة.

تضحية «حرارة» كانت كفيلة بجعل مجلة «التايم» الأمريكية تضعه ضمن قائمة تضم الـ36 لأبرز الشخصيات الاحتجاجية في العالم، في إطار اختيارها المتظاهر كشخصية العام في 2011.

ومع اقتراب الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود، هاجم أحمد حرارة كلًا من الداخلية والمجلس العسكري وكذلك جماعة الإخوان، مؤكدًا أن الجماعة باعت الثوار في محمد محمود ولا يحق لهم الحديث عنها أو المشاركة فيها. كما شدد على أن الداخلية والمجلس العسكري شاركا في قتل المتظاهرين، وهو ما فتح باب الهجوم عليه من كل الأطراف.

وقال «حرارة» في لقاء تليفزيوني إن «النظام العسكري يريد فرض نفسه على الحياة السياسية المصرية منذ عام 1952، ولكن هذا ما يرفضه شباب الثورة ويتصدون له»، متهمًا الإخوان بأنهم فصيل إرهابي، يجب مواجهته، ولكن يجب التفرقة بينهم وبين الثوار والمتظاهرين السلميين، وعدم استخدام فزّاعة الإرهاب مع المتظاهرين».

وكشف حرارة عن عدم مشاركته في إحياء ذكري محمد محمود الثانية، متهمًا حكومة الببلاوي بنصب كمين للثوار في محمد محمود، مؤكدًا أنه حذر شباب الثورة إلا أنهم أصروا على استمرار مسيرة الثورة.

الجريدة الرسمية