رئيس التحرير
عصام كامل

عمر: قهرت آلام السرطان وكنت أنتظر جلسة الكيماوي

عمر محمد رجب أحد
عمر محمد رجب أحد المنتصرين على مرض السرطان

عزيزي القارئ، هل تعتقد أنك تصنع المستحيل حينما تستيقظ صباحا وترتدي ملابسك وتتناول إفطارك وتذهب لعملك أو دراستك، وتؤدي واجباتك اليومية في سبيل التقدم خطوة في طريق نجاحك وتحقيق أحلامك، ثم تعود للمنزل متذمرا من الزحام وضغوط الحياة اليومية، وتنسى السر الأعظم الكامن في "الحمد والشكر لله على نعمة الصحة"؟، والمشكلة أنك كلما غضضت عينك عن هذه النعمة زادت همومك وآلامك، وأدعو الله أن تلتفت معي لهذه النعمة قبل أن توضع في المحك.

هذه باختصار دعوة عمر محمد رجب - طالب الثانوية العامة - أحد المنتصرين على مرض السرطان الخبيث، الذي هاجمه بلا أي إنذار، قال عمر: حينما تعرضت ساقي لكدمة منذ عام أي وأنا في سن 16 سنة، وفوجئت بورم يتزايد، فذهبنا لأكثر من طبيب إلا أنهم مع الأسف كانوا يخطئون في التشخيص، حتى نصحني آخر طبيب روماتيزم بعمل تحاليل خاصة وبالفعل تم اكتشاف أن رجلي بها ورم خبيث من الدرجة الثانية، لتبدأ رحلة العلاج الصعب.

وأضاف: نصحنا أحد الأقارب بعد العناء والخوف والزحام في المستشفيات وندرة المتخصصين في مجال الأورام وارتفاع قيمة العلاج بالتوجه لمستشفى الأطفال 57357 وبالفعل تم ذلك بحمد الله، وهناك شعرت أن لمصر موضعا في الخريطة العالمية للتصدي لهذا المرض الخطير، خاصة وأن كل المتعاملين بشكل مباشر مع المرضى يتسمون بمواصفات وقدرات علمية ودراسة لنفسية كل مريض على حدة واحتياجاته وميوله.

واستطرد: الأبحاث العلمية تؤكد أن 70 % من نسبة الشفاء ترتبط بتحسين الحالة النفسية للمريض، وأنا أرى أن 100% من نسبة الشفاء ترتبط بقوة الإيمان، واليقين بأن الصحة والمرض من عند الله، كما نصحنا رسول الرحمة - صلى الله عليه وسلم - فإن أنا شكرته عز وجل على الصحة كان خيرا لي، وإن صبرت على المرض فهذا خير، خاصة وأن الصبر وإيجاد فرصة للتعايش مع المرض أعانني على الفوز في نهاية هذه الرحلة الصعبة.

وتابع عمر: حينما حدد لي الأطباء 6 جلسات كيماوي بعد إجراء عملية استئصال الورم، كانت من أصعب لحظات حياتي إيلاما جسديا ونفسيا وضعف مناعة، إلا أن الله - عز وجل - رزقني بصديقي أحمد عادل، الذي تعرفت عليه مع بداية رحلة العلاج، وكنا نتعاون ونساند بعضنا البعض في تحدي الألم والشعور بالغثيان وضعف المناعة وغيرها من الأعراض المصاحبة لجلسات العلاج.

أتذكر كم كنا نحمد الله على الاختبار الصعب، ونفكر في المستقبل بعد الانتهاء من مرحلة العلاج، وأنني سأتابع الدراسة الثانوية في القسم العلمي رياضة، وأحمد سيدخل كلية الآثار، وهذا ما حث بالفعل. 

أضحك حينما أتذكر كم مرة انتصرت عليه في بعض الألعاب، ثم انتصر هو في ألعاب أخرى، حتى نوعية الأفلام التي كنا نفضلها، أتذكر المواقف الصعبة التي تصدينا لها بكل إصرار وإيمان، حتى إننا كنا نشتاق لجلسات الكيماوي التي تتيح لنا هذه الفرصة التي نتساند فيها نفسيا ومعنويا شاكرين الله حتى انتصرنا برحمته على المرض الخبيث.

وأكد "عمر" تجربتي مع المرض غيرت نظرتي للحياة، وجعلتني أكثر قربا من الله في هذه الرحلة القصيرة جدا، لا أنظر للسلبيات، بل أركز على الإيجابيات وتحسين أسلوب حياتي بشكل عام، فالإنسان ليس له في قدره شيء لكن ندعو الله أن يلطف بنا ويمدنا بالصبر والقوة على مواجهة الصعب، وعلى المستوى العام فالابتسامة والأمل والصبر سيتخطى المواطن المستحيل بإذن الله.
الجريدة الرسمية