رسالة إلى الرئيس مرسى
أعتقد أن مشكلة مصر الحقيقية وأزمتها الحالية لا تكمن فى الرئيس مرسى بقدر ما ترتبط بمن حوله من مستشارين ووزراء ومحافظين حديثى العهد بالعمل السياسى ودهاليزه، وأعتقد أن على الرئيس مرسى -ونحن فى لحظة فارقة فى تاريخ مصر- أن يعلم ويعمل على الوقوف على بعد مسافة متساوية من الجميع، وأن يخرج علينا ليعلن ابتعاده عن جماعة الإخوان المسلمين، وأن يقوم بتشكيل حكومة كفاءات تضم أهل الخبرة وليس أهل الثقة، وأن يقوم بمحاسبة مستشاريه عما اقترفوه فى حقه قبل حق الشعب المصرى.
رغم أننى لم انتخب "مرسى" وقاطعت الانتخابات إلا أننى استشعر الخطر الذى يتربص بمصر، وواجبى أن أرسل رسالة للرئيس، وأقول له كلمة تعلمتها عن جماعة الإخوان المسلمين قبل ابتعادى عنها قبل نحو 15 عاما، وهى أن نتفق فيما اتفقنا عليه، وليعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا عليه، سيادة الرئيس بيدك لا بيد غيرك أن تدخل التاريخ، تخلى عن مستشارى السوء من حولك، التحم بالشعب فالشعب هو القائد والمعلم، ابتعد عمن يدعو لإقصاء الآخر و يدعو للتخوين، واضرب بيد من حديد على يد الفاسدين، وأنشئ محكمة ثورية ناجزة فنحن ما زلنا فى ظروف استثنائية، لقد كتبت فى صحيفة "الشعب" على مدى حلقات –وبالمستندات- عن إهدار 300 مليار جنيه فى وزارة الإسكان، ولم يتحرك أحد من ممن حولك لتورطهم فى هذا الفساد واستفادتهم من استمراره.
اعلم أن مصر فى حاجة إلى كتيبة من المخلصين؛ لإنقاذها من كبوتها، ولكن اعلم أن الله إذا أراد خيرا بالحاكم رزقه البطانة الصالحة التى أدعو الله أن يرزقك إياها، وأتساءل: لماذا لم يتم الاستعانة بالمهندس حسب الله الكفراوى لإدارة ملف تطوير القناة؟ وهو من قام على تطويرها لمدة طويلة فى عهد الرئيس السادات عقب حرب أكتوبر؟ لماذا تم الإطاحة باللواء مراد موافى أحد أبرز رجال المخابرات المخلصين؟ لماذا لم يتم الاستعانة بأبناء القوات المسلحة من المحالين للمعاش وأعمارهم دون الخمسين من عمرهم للعمل على حماية المنشآت الحيوية للبلاد؟ لماذا لم تلتفت للسد العالى وتنشئ لجنة لتطويره بقيادة العالم المصرى العالمى أحمد عبد الجواد الذى أكد أن لديه مشروع استصلاح خمسة ملايين فدان باستخدام طمى النيل المختزن خلف السد العالى وهو يمثل تهديدا خطيرا عليه قد يؤدى لانهياره فى أى لحظة؟ هذا وهناك أمور أخرى لا يتسع المقال لسردها، عموما أتمنى أن تصل رسالتى للرئيس قبل فوات الأوان.